نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 191
السنّة يرفعونهم إلى منزلة الأنبياء ، ولا يقبلون النقد في أيّ واحد منهم ؟ ! وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرابع في باب الجاسوس والتجسّس من كتاب الجهاد والسير : أنّ حاطب بن أبي بلتعة ، وهو من صحابة النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بعث إلى المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد جيء بكتابه إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما هذا يا حاطب ؟ فاعتذر للنبىّ بأنّه يريد حماية قرابته في مكّة ، وصدّقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال عمرُ : يا رسول الله دعني أضربُ عُنقَ هذا المنافق ! قالَ : إنّه شهد بدْراً ، وما يدريك لعلّ الله أن يكن قد اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم . . ( صحيح البخاري : 4 : 19 ) . وإذا كان حاطب ، وهو من الرّعيل الأوّل من الصحابة الذين شهدوا بدراً يبعث بأسرار النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أعدائه من مشركي مكّة ، ويخون الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعذر حماية قرابته ، ويشهد عمر بن الخطّاب نفسه على نفاقه ، فكيف بالصحابة الذين أسلموا بعد الفتح أو بعد خيبر أو بعد حنين ؟ ! وكيف بالطلقاء الذين استسلموا ولم يسلموا ؟ ! أمّا ما جاء في الفقرة الأخيرة من القول المنسوب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنّ الله قال لأهل بدر : " اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم " . فنترك التعليق عليه للقارئ اللّبيب . وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه السادس في باب قوله : * ( سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
191
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 191