نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 187
ورسولَه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتفاني في حبّهما ، وضحّى في سبيلها ، وكان من الفائزين ، وهؤلاء يمثّلون الأقلية وقد سمّاهم القرآن : * ( الشَّاكِرِينَ ) * . 2 - قسمٌ آمن بالله وبرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ظاهرياً ولكنّ قلبه فيه مرض ، فلم يسلم أمره إلاّ لمصلحته الشخصيّة ومنافعه الدنيوية ، فهو يعارض الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أحكامه وأوامره ، ويقدّم بين يدي الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكان من الخاسرين ، وهؤلاء يمثّلون الأكثرية ، وقد عبّر عنهم القرآن بأوجز تعبير ، إذ يقول عزّ وجل : * ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالحَقِّ وَلَكِنَّ أكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) * ( 1 ) . فالباحث يكتشفُ أنّ هؤلاء ( الأكثرية ) كانوا في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعيشون معه ، ويصلّون خلفه ، ويصحبونه في حلّه وترحاله ، ويتقرّبون إليه بكلّ وسيلة لئلاّ ينكشف أمرهم للمؤمنين المخلصين ، ويحاولون جهدهم أن يظهروا بمظهر يغبطهم عليه المؤمنون ; لكثرة تعبّدهم وورعهم في أعين الناس ( 2 ) . فإذا كان هذا حالهم في حياة النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكيف أصبحوا بعد وفاته ؟ لا شكّ بأنّهم نشطوا وتكاثَروا ، وازداد تستّرهم وتمثيلهم ، فلم يعد هناك نبىٌّ يعرفهم ، ولا وحىٌ يفضحُهم ، وخصوصاً وقد ظهرت بموته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بوادر
1 - الزخرف : 78 . 2 - أخرج أبو يعلى في مسنده 1 : 90 ، وابن حجر في إصابته 2 : 341 في ترجمة ذي الثدية عن أنس بن مالك ، قال : كان في عهد رسول الله رجلٌ يعجبنا تعبّده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجلُ ، قلنا : هو ذا ! قال رسول الله : إنكم تخبروني عن رجل إنّ في وجهه لسعفةٌ من الشيطان ، إنّ هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرميّة ، أقتلُوهم فهم شرّ البريّة . ( المؤلف ) .
187
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 187