نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 157
وسخرت من كلّ التحذيرات . ويذكر المؤرّخون أنّ حفصة بنت عمر أرادت الخروج معها ، ولكن أخاها عبد الله حذّرها وقرأ عليها الآية ، فرجعت عن عزمها ، أمّا عائشة فقد ركبت الجمل ، ونبحتها كلاب الحوأب . يقول طه حسين في كتابه " الفتنة الكبرى " : مرّت عائشة في طريقها بماء فنبحتها كلابه ، وسألتْ عن هذا الماء فقيل لها : إنّه الحوْأب ، فجزعتْ جزعاً شديداً وقالتْ : ردّوني ردّوني ، قد سمعتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول وعنده نساؤه : " أيّتكنّ تنبحُها كِلابُ الحوأب " ؟ وجاء عبد الله بن الزبير فتكلّف تهدئتها ، وجاءها بخمسين رجلا من بني عامر يحلفون لها كذباً أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب ( 1 ) . وأنا أعتقد بأنّ هذه الرّواية وُضعتْ في زمن بني أُميّة ; ليخفّفوا بها عن أُمّ المؤمنين ثقل معصيتها ، ظنّاً منهم بأنّ أُمّ المؤمنين أصبحتْ معذورة بعد أن خدعها ابن أُختها عبد الله بن الزّبير ، وجاءها بخمسين رجلا يحلفون بالله ويشهدون شهادة زوراً بأنّ الماء ليس هو ماء الحوأب . إنّها سخافة هزيلةٌ يريدون أن يموّهوا بمثل هذه الروايات على بسطاء العقول ، ويُقنعونهم بأنّ عائشة خُدِعتْ ; لأنّها عندما مرّتْ بالماء وسمعتْ
1 - المجموعة الكاملة لمؤلّفات طه حسين : 469 .
157
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 157