responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 151


وقد رأيناها كيف أرسلتْ إلى أبيها على لسان زوجها تأمره ليُصلّي بالنّاس ، عندما علمتْ بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرْسَلَ خلف علي ليكلّفَه بتلك المهمّة ، ولمّا علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتلك المؤامرة اضطرّ للخروج ، فأزاح أبا بكر عن موضعه وصلّى بالنّاس جالساً ، وغضب على عائشة وقال لها : " إنّكنّ أنتنّ صويحبات يوسف " ( يقصد أن كيدها عظيم ) ( 1 ) .
والباحث في هذه القضية التي روتها عائشة بروايات مختلفة ومتضاربة يجدُ التناقض واضحاً ، وإلاّ فإنّ أباها عبّأه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في جيش ، وأمره بالخروج تحتَ قيادة أُسَامة بن زيد قبل تلك الصّلاة بثلاثة أيام ، ومن المعلوم بالضرورة أنّ قائد الجيش هو إمام الصلاة ، فأُسامة هو إمام أبي بكر في تلك السرية .
فلمّا أحسّتْ عائشة بتلك الإهانة ، وفهمت مقصود النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منها ، خصوصاً وأنّها تفطّنت بأنّ علي بن أبي طالب لم يعيّنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك الجيش الذي عبّأ فيه وجوه المهاجرين والأنصار ، والذين لهم في قريش زعامة ومكانة ، وقد علمتْ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كْما علم أكثر أصحابه بأنّ أيّامه أصبحتْ معدودة ، ولعلّها كانتْ على رأي عمر بن الخطّاب في أنّ رسول الله أصبح يهجرُ ولا يدري ما يفعَلُ ; فدفعتها غيرتها القاتلة أن تتصرّف بما تراه يرفع من شأن أبيها وقدره مقابل منافسه علي .
ولكلّ ذلك أنكرت أن يكون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى لعلي ، ولذلك حاولت إقناع البسطاء من النّاس بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات في حجرها بين سحرها


1 - راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 : 197 .

151

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست