نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 130
فالمرأة الصالحة المؤمنة التي أذعنتْ لأحكام الله سبحانه تتقبّل ضرّتها بنفس رياضية كما يقال اليوم ، وخصوصاً إذا كان زوجها عادلا مستقيماً يخاف الله ، فما بالك بسيّد الإنسانية ، ورمز الكمال والعدل ، والخلق العظيم ؟ على أنّنا نجد تناقضاً واضحاً في خصوص حبّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعائشة ، وما يقوله أهل السنّة والجماعة من أنّها كانت أحبّ نسائه إليه وأعزّهم لديه ، حتّى إنّهم يروون أنّ بعض نسائه وهبْنَ نوبتهنّ لعائشة لمّا علمن بأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحبّها ولا يصبر عليها ، فهل يمكن والحال هذه أن نجد مبرّراً وتفسيراً لغيرة عائشة المفرطة ؟ والمفروض أنّ العكس هو الصحيح ، أي أن تغار بقية أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عائشة لشدّة حبّه إياها وميله معها ، كما يروون ويزعمون ، وإذا كانت هي المدلّلَة عند الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فما هو مبرّر الغيرة ؟ والتاريخ لم يحدّثْ إلاّ بأحاديثها ، وكتب السيرة طافحة إلاّ بتمجيدها ، وأنّها حبيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدلّلة التي كان لا يطيق فراقها . واعتقد بأنّ كلّ ذلك من الأمويين الذين أحبّوا عائشة ، وفضّلوها لمّا خدمت مصالحهم ، وروت لهم ما أحبّوا ، وحاربت عدُوّهم علي بن أبي طالب . وكما أعتقدُ بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن يحبّها لما فعلتهُ معه كما قدّمنا ; وكيف يحبّ رسول الله من تكذبُ ، وتغتابُ ، وتمشي بالنميمة ، وتشكّ في الله ورسوله ، وتظنّ منهما الحيف ؟ ! كيف يحبّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من تتجسّس عليه ، وتخرج من بيتها بدون
130
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 130