نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 114
والمتشيعين لمعاوية وبني أُميّة الذين يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون . وقد كشف أُولئك الذين يفسّرون الآية على غير تفسير النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها بأنّهم من المتزلّفين إلى الحكّام من الأمويين والعبّاسيين قديماً وحديثاً ، وبأنّهم من النواصب الذين يبغضون عليّاً ، وإن تستّروا بزي العلماء والفقهاء . على أنّ العقل وحده يحكم بعدم شمول هذه الآية ، أعني ( إذهاب الرجس والتطهير ) لزوجات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : 1 - فإذا ما أخذنا على سبيل المثال أُمّ المؤمنين عائشة التي تدّعي أنّها أحبّ أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إليه وأقربهم لديه ، حتّى إن باقي أزواج النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غِرنَ منها ، وبعثن للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينشدنه العدل في ابنة أبي قحافة كما قدّمنا ; لم تتجرّأ ولم يتجرّأ أحد من أنصارها ومحبّيها ولا من السّابقين أو من اللاّحقين أن يقول بأنّ عائشة كانت تحت الكساء يوم نزول الآية . فما أعظم محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أقواله وأفعاله ، وما أعظم حكمته عندما حصر أهل بيته معه تحت الكساء ، حتى إنّ أُمّ المؤمنين أمّ سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرادت الدخول معهم تحت الكساء ، وطلبت ذلك من زوجها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكنّه منعها من ذلك وقال لها : " أنت إلى خير " ( 1 ) .
1 - تفسير الطبري 22 : 11 ، تاريخ دمشق 14 : 139 ، سير أعلام النبلاء 10 : 347 وقال محقّق الكتاب : حديث صحيح . ورواه الترمذي في الجامع 6 : 174 ، ح 3871 وقال : " حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب " وكذلك حكم الشيخ الألباني في صحيح الترمذي 3038 بصحة الحديث وفي مسند أبي يعلى الموصلي 12 : 244 ، الطبراني في المعجم الكبير 3 : 52 ، أُسد الغابة 3 : 413 . وممّا يدلل على ذلك وأنّ الفهم السائد لدى الصحابة آنذاك من أنّ المراد بالآية ليس أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإنّما المراد بهم علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) مضافاً إلى سيدهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أخرجه في الدر المنثور 5 : 198 عن عكرمة من قوله في آية التطهير " ليس بالذي تذهبون إليه إنّما هو نساء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ، بعد ملاحظة كون عكرمة البربري خارجياً وهو الذي نشر مذهب الخوارج في المغرب كما ذكر ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب 7 : 237 والخوارج كانوا يكفّرون علياً ويتحاملون عليه ، فعكرمة كان يدعو إلى ذلك لأنّه يريد طمس فضائل أهل البيت ; إذ لا يطيق أن يرى قرآناً يتلى في حقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وعلي رئيسهم ، وهو خارجي يبغضه ويقاتله كما فعل إخوانه الخوارج من قبل ، فلذلك كان ينادي في الأسواق إنكاراً لفضيلته ومنزلته المعلومة لدى المسلمين آنذاك .
114
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 114