فقال له قائل : يا رسول الله وكيف ذلك ؟ ، قال : لأنه مني وأنا منه ، من أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ، فقالوا : اللهم نعم قد سمعناه ، وتفرقوا على ذلك " [1] . ثم ها هو يخاطب الأمة ويحثها على القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : " اعتبروا ، أيها الناس ، بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) ( المائدة / 78 - 79 ) وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك ، رغبة في ما كانوا ينالون منهم ورهبة مما يحذرون ، والله يقول : ( فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا . . ) ( المائدة 44 ) ، قال : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر . . . ) ( التوبة / 71 ) ، فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها ، وذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفيئ والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها .
[1] أدب الحسين وحماسته ، أحمد صابر الهمداني عن سليم بن قيس ص 166 .