نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 94
وهذا يفسر لنا موقف عمر بن الخطاب الذي كان كثير الاعتداء على الصحابة الذين يروون على لسان الرسول ، وكان يطلب منهم شهورا يشهدون لهم على صحة ما يقولون . وكذلك فعل أبو بكر من قبله وعائشة . . [1] . إلا أن أهل السنة لا يرون تمييزا بين صحابي وآخر . . ومن ثم فهم لا يجيزون تجريح الصحابي ويقولون : من ثبتت صحبته ثبتت عدالته . فجميع الصحابة عندهم عدول لا استثناء . . [2] . وهذا يقودنا إلى قضية جديدة تتعلق بموضوعنا وهي قضية المتن والسند . أما المتن فيقصد به نص الحديث الوارد على لسان الرسول . . وأما السند فيقصد به سلسلة الرواة الذين أسندوه للصحابي الذي رواه عن الرسول . وفيما يتعلق بالمتن فإنهم لا يجيزون نقده ولا إعمال العقل فيه حتى ولو كان يخالف القرآن . فإنه يوفق بين نص الحديث ونص القرآن من غير نفي أو إنكار لنص الحديث ما دامت طرقه صحيحة عندهم ، حتى أنهم يقولون بجواز نسخ القرآن بالحديث . . [3] .
[1] تأمل قول عمر للأشعري حين سمعه يروي حديثا لم يعرفه : فوالله لأوجعن ظهرك وبطنك أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا . انظر مسلم : ج 3 / 1696 . وموطأ مالك : ج 2 / 964 . وكان عمر قد هدد أبا هريرة لكثرة رواياته ، وكذلك عائشة . انظر أضواء على ألسنة المحمدية وأبو هريرة شيخ المضيرة لأبي رية . . [2] أنظر فصل الرجال من هذا الكتاب . . وهذا التعريف يتناقض مع أحاديث الحوض المروية في البخاري والتي تشير إلى ردة الصحابة من بعد الرسول . . [3] أنظر كتب علوم القرآن ، وكتاب تفسير السنية . ويذكر أن نقد المتن عند أهل السنة إنما ينحصر في دائرة الموضوعات الواضحة والتي تدخل ضمن الأحاديث الموضوعة . لكنهم لا يتجهون بالنقد إلى الأحاديث التي تثبت صحتها بطرقهم رغم تناقضها مع القرآن والعقل . .
94
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 94