نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 152
فلا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا معاوية وبنوه ولا بنو العباس تمكنوا أن يقنعوا الأمة بإمامتهم . نعم لقد اعتبرهم الأمة خلفاء وحكاما لكنها لم تعتبرهم أئمة . إلا أن فقهاء السلاطين وجيوش المنافقين أرادت أن تضفي على هؤلاء صفة الأئمة حتى تضلل الأمة عن الأئمة الحقيقين ، واخترعت مئات الأحاديث على لسان الرسول لتجبر الأمة على طاعتهم والسير على هديهم . إننا لم نسمع أنه قيل الإمام أبو بكر أو الإمام عمر أو الإمام عثمان . فقط سمعنا وعلمنا أنه قيل الإمام علي . فالقوم على الرغم من موقفهم من قضية الإمامة إلا أن الله أنطق الحق على لسانهم فمنحوا لقب الإمام لعلي وحده . إننا إذا اعتبرنا الإمامة منصبا اجتهاديا أو يقوم على الشورى كما يقول أهل السنة فإن ضرورتها تنتفي وتكون بهذه الصورة مسألة اختيارية تتغير بإرادة الرعية . . أما إذا اعتبرناها منصبا إلهيا فهنا تكمن ضرورتها . فإن الله سبحانه لا يوجب على العباد شيئا لا ضرورة له أو تكون له أهمية هامشية . فغير الواجب يترك أمره للأمة تأخذ به أو تتركه ، فهي في مواجهته بالخيار ، أما في مواجهة الواجب فهي ملزمة مقيدة به . ولقد عمل خصوم آل البيت على تعويم فكرة الإمامة والتقليل من شأنها حتى تهون في أعين المسلمين وبالتالي تنتفي ضرورتها وتفقد أهميتها . وألصقوا الإمامة بكل من هب ودب من الناس واخترعوا الأحاديث التي توجب السمع والطاعة لهم . يقول الشيخ جعفر السبحاني : إن رحلة النبي الأكرم أحدثت فراغا هائلا في مختلف المجالات المادية والمعنوية ، ومقتضى لطفه سبحانه وعنايته بالعباد أن يملأ هذا الفراغ بإنسان يخلف النبي ، ولا يقدر على ذلك إلا الإنسان المثالي الذي يكون له من الوعي والتربية والعلم والشجاعة مثل ما كان للنبي سوى كونه نبيا ذا شريعة ومتلقيا للوحي . كان النبي صلى الله عليه وآله يقوم بمسؤوليات كثيرة تجمعها الأمور التالية :
152
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 152