نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 147
إن الله سبحانه يقول : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف / 29 . ويقول ( ولست عليهم بمصيطر ) الغاشية / 22 وهي نصوص موجهة للرسول بهدف تبصيره بحقيقة موقف الجماهير من الدعوات الإلهية ، فليس من سلطة الرسول إكراه الناس على الإيمان . ولأجل ذلك فإن الذين اهتدوا واتبعوا الرسل هم قلة . . وكذلك الأمر بالنسبة للوصي . إلا الأمر بالنسبة للأقوام السابقة أنه بعد الرسل وبعد الأوصياء كان الله سبحانه يجدد دعوته بإرسال رسل يكملون مهمة الرسل السابقين لهم ، أو يأتون بدين جديد . لكن الأمر بالنسبة لقوم محمد صلى الله عليه وآله كان مختلفا . إذ إن الرسول صلى الله عليه وآله كان خاتم المرسلين ، مما يقتضي الأمر وجود أوصياء على مر الزمان من بعده وحتى قيام الساعة . وهنا تبرز فكرة الإمامة وأهميتها . إن دور الإمام إنما هو مكمل لدور الرسول ومتمم له . فقد يكون وسيلة لدخول أقوام آخرين في دين الله لم يدخلوا في حياة الرسول صلى الله عليه وآله . وقد يكون وسيلة لحسم الردة والخلاف من بعد الرسول . وهو سنة ثابتة تسير مع حركة الدعوات الإلهية وليست معصومة منه أمة محمد . وقد يكون وسيلة لتبصير الناس بحقيقة دينهم إلا أن ذلك كله ليس هو المهمة الأساسية للإمام . إنما مهمة الإمام الأساسية هي إقامة الحجة على الناس من بعد وفاة الرسول . ولعل هذا هو المراد من قوله تعالى : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . . ) الإسراء / 71 . فهذا النص إنما هو موجه إلى الأقوام التي سوف تأتي بعد الرسول ، حيث لا رسل ولا أنبياء وإنما يدعون إلى حقيقة الإسلام ويكونون حججا على الناس يوم البعث والحساب .
147
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 147