نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 146
ونظرا لكون الرسول محمد هو خاتم المرسلين فالحاجة لوجود إمام من بعده أشد وأكثر ضرورة من حاجة الرسالات السابقة . وإذا كان الله يرسل الرسل لأقوامهم لأجل هدايتهم وإصلاح معتقداتهم فيمكث الرسول فيهم إلى ما شاء الله حتى إذا توفي وطال على قومه الأمد ، انحرف قومه وفسدت معتقداتهم مما يقتضي إرسال رسول جديد لهم . . فما هو الضمان الذي يحول دون انحراف أمة محمد من بعده وهم كبقية الأمم السابقة لا بد أن ينطبق حالها على حالهم ؟ لعل الجواب البديهي على هذا السؤال هو القرآن . لكن هذه الإجابة مردودة على أصحابها لسبب وجيه هو أن الرسل السابقين كانوا يتركون في أقوامهم كتبا ومع ذلك قد انحرفوا . ترك موسى التوراة وضل بنو إسرائيل . وترك عيسى الإنجيل وضل أنصاره في سبل شتى . إذن لا بد من حجة قائمة تحمي الكتاب الذي جاء به الرسول وتحفظه للأمة من بعده وتكون علامات على طريق الهداية والصراط المستقيم الذي دعا إليه الرسول . وقد يقول قائل : إذا كان هناك وصي للرسول يكون حجة من بعده وهدى للناس ، فلماذا ضلت الناس إذن وتطلب الأمر إرسال رسول آخر ؟ إننا يجب علينا أن نعلم أساسا أنه ليست مهمة الرسل هي هداية جميع الناس أو تحويلهم إلى ملائكة . فإن الرسول مهمته الأساسية هي البلاغ والسامع مخير بين أن يهتدي وأن يختار الضلالة . وقد ذهب موسى لميقات ربه وترك هارون على قومه فعبدوا العجل ولم يستطع هارون أن يحول بين قوم موسى وبين عبادة العجل . فإذا كان الناس يضلون في عهد الرسل أفلا يضلون في عهد الأنبياء . ؟ وإذا كان الرسل لم يستطيعوا الحيلولة دون ضلال الناس فهل يستطيع الأئمة ؟
146
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 146