نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 106
والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الإسلام ، وفي زمان الصحابة قطعا . ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين على أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه . وهذا يدل على أن هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه . وإلا لم يكن هناك سبب موجب لحرقها . وقد ضبط جماعة من العلماء موارد الاختلاف بين المصاحف منهم عبد الله بن أبي داود السجستاني . وقد سمى كتابه هذا بكتاب المصاحف . . وأن ما جمعه عثمان كان هو القرآن المعروف بين المسلمين الذي تداولوه عن النبي صلى الله عليه وآله يدا بيد ، فالتحريف بالزيادة والنقيصة إنما وقع في تلك المصاحف التي انقطعت بعد عهد عثمان . وأما القرآن الموجود الآن فليس فيه زيادة ولا نقيصة . . 4 - التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل والتسالم على قراءة النبي صلى الله عليه وآله إياها . والتحريف بهذا المعنى أيضا واقع في القرآن قطعا . فالبسملة - مثلا - قد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء أهل السنة ، واختار جمع أنها ليست من القرآن . وأما الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كل سورة غير سورة التوبة . 5 - التحريف بالزيادة ، بمعنى أن بعض المصاحف الذي بين أيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء ، فقد ضاع بعضه على الناس . . والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون [1] .