نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 45
كيف ينظر الفقهاء إلى شخص الرسول ( ص ) ؟ وكيف يحددون دوره . . ؟ إن الإجابة إلى هذين السؤالين ترتبط ارتباطا جوهريا بموضوع البحث الذي نحن بصدده هنا . . وبالطبع لا بد وأن تكون شخصية الرسول ودوره في منظور الفقهاء تتلاءم مع ذلك الكم من الروايات التي يلصقونها به . . ولا بد أن تتوائم مع رواية طوافه على نسائه التسع في ليلة واحدة وبغسل واحد . . ولا بد وأن تتوائم مع مواقف عمر وتدخله في شأن الوحي . . ولا بد أن تتوائم مع إهماله جمع القرآن ووصية أمته قبل وفاته . . ولا بد أن تتوائم مع تبشيره بالظلم وإلزام أمته بقبوله والاستسلام له . . لقد وجد الفقهاء أنفسهم في موقف حرج بين أن يرفضوا هذه الروايات التي تصطدم بالقرآن والعقل وتهين الرسول وتستخف به وتشوه صورته . وبين أن يعطوا للرسول شخصيته ودوره كما حدد كتاب الله . وكان أن اختار الفقهاء الروايات وقبولها . وهذا يعني أنهم لا بد وأن يصيغوا شخصية جديدة للرسول تتوائم مع هذه الروايات . ودورا جديدا ينسجم معها . . وهم لم يكن أمامهم بديل سوى هذا . . فهم إن رفضوا الروايات سقط صرحهم وضاعت دنياهم وحلت عليهم لعنة الحكام . . ومن هنا ظهرت فكرة ربط كتاب الله بالسنة . فالسنة وحدها لن تستطيع الصمود والبقاء وتأدية دورها في خدمة الحكام والفقهاء وتخدير المسلمين ما لم
45
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 45