نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 209
وهذا الرد فيه استغفال وسذاجة . . أما الاستغفال فهو أن صاحب هذا الكلام قد ادعى أن خبر الواحد تلقته الأمة بالقبول . وهذا غير صحيح . والصواب أن يقول تلقاه الفقهاء بالقبول لأن هناك خلاف حول الأخذ به بين طوائف الأمة واتجاهاتها . إلا أن مثل هذا الكلام يشير إلى نزعة التعصب والاستبداد الذي يتحلى به أهل السنة والذين بتحالفهم مع الحكام ودعمهم لهم تصوروا أنهم الأمة والأمة هم . وهذا ما يقودهم إلى تداول مثل هذه الشعارات وهو ما برر قول صاحبنا أن خبر الواحد يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة . . وأما السذاجة فهو استدلاله برسل النبي إلى القبائل والبلاد وهو استدلال فيه استخفاف كبير بالعقل . إذ أن هذا المبعوث الواحد يتحدث بلسان الرسول الحي . أما الراوي الواحد فهو يتحدث بلسان الرسول الميت . . هذا من جهة . ومن جهة أخرى فإن المبعوث الواحد معه كتاب أو برهان يثبت صدقه وكونه . مبعوث النبي . أما ناقل الخبر فما هو برهانه ؟ ومن هنا يمكن القول إن هناك ثلاثة توجهات أمام مسألة الصفات وهو ما يتضح من خلال أقوال الفقهاء : الأول : أن هذه النصوص - قرآن وسنة - يفوض معناها إلى الله ويكف عن الخوض فيها وهو اتجاه بعض السلف . الثاني : أن هذه النصوص تخضع للتأويل وتحمل على المجاز وهو اتجاه الخلف . . الثالث : أن هذه النصوص تؤخذ على الحقيقة . وهو اتجاه أهل السنة وهو الاتجاه السائد لدى التيارات الإسلامية والوهابية . . - نصوص القرآن : ومثلما حمل الفقهاء روايات الصفات على الحقيقة حملوا أيضا نصوص القرآن المتعلقة بصفات الله على الحقيقة . . وسوف نعرض هنا لهذه النصوص وأقوال الفقهاء فيها . .
209
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 209