responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 99


( قال ) [ عمر ] : قلت : لا .
قال [ أبو بكر ] : فإنك آتيه ومطوف به .
قال عمر : فعملت لذلك أعمالا .
قال [ عمر ] : فلما فرغ رسول الله [ من الكتاب ] قال [ صلى الله عليه وآله ] لأصحابه : " قوموا فانحروا ثم احلقوا .
( قال ) [ عمر ] : فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات . فلما لم يقم منهم أحد ، دخل [ صلى الله عليه وآله ] خباءه ، ثم خرج فلم يكلم أحدا منهم بشئ ، حتى نحر بدنة بيده [ الشريفة ] ودعا حالقه فحلق رأسه ، فلما رأى أصحابه ذلك ، قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا [1] .
وقد ذكر الحلبي في سيرته - عند ذكر صلح الحديبية - : " أن عمر جعل يرد على رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] الكلام ، فقال له أبو عبيدة بن الجراح : ألا تسمع يا ابن الخطاب رسول الله يقول ما يقول ؟ نعوذ بالله من الشيطان الرجيم " .
قال الحلبي : " وقال رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] يومئذ : يا عمر ! إني رضيت وتأبى ؟ ! " [2] .
فانظر كيف كان عمر بن الخطاب شديدا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يجد من نفسه استطاعة لأن يخضع لأمر الله ويرضى بما رضي به نبي الله صلى الله عليه وآله ! فأين الطاعة والتسليم المطلق الذي كان من المفترض أن يتسم به عمر تجاه ما قضى به الله ورسوله ؟ ! أم كان عمر يظن أن له الخيرة من أمره ، وأنه ليس ملزما بالتسليم لذلك الأمر تسليما لا يجد معه في نفسه حرجا نحو ما يقضي به رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ !
وفي الحقيقة لم يكن عمر يثق في كلام النبي صلى الله عليه وآله ، وكان يرى أن النبي صلى الله عليه وآله قال ما لم يفعل ، وهذا واضح في قوله وخطابه للنبي الكريم : " أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ ! " فعمر لما رأى أن النبي صلى الله عليه وآله انصرف عن الطواف بالبيت في هذا العام ، ووافق - طبقا للصلح - على الرجوع دون الطواف ، ظن أن ما وعدهم به النبي صلى الله عليه وآله لم .



[1] صحيح البخاري 2 : 81 - كتاب الشروط .
[2] السيرة الحلبية 3 : 19 - قصة الحديبية ، السيرة الدحلانية 2 : 184 ( التي بهامش الحلبية ) .

99

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست