نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 75
المعصومان ؟ ! . . . " . نعم ، يجب ألا يختلف المعصومان أبدا ، لأن المعصوم بعيد عن الباطل وواقف على الحق . والحق - كما هو معروف - واحد لا يختلف ، فما يدركه المعصوم من الحق في المسألة الواحدة هو نفس الحق الذي يدركه المعصوم الآخر منها ، ولعدم اختلاف الحق لا يختلف المعصومان ، فهل كان لأبي بكر أو عمر تلك العصمة ؟ على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أخبر أبا بكر بالإحداث - كما مر عليك - فقال له : " لا أدري ما تحدثون بعدي " ، فالنبي كان يعلم أن أبا بكر ومن معه سيحدثون أمرا في الدين ، فهل من المعقول أن يأمر بعد ذلك بالاقتداء به على الوجه الذي رأيت ؟ ! ولأبي بكر موقف مشهور مع بضعة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبنته البتول ، أدى موقفه ذاك إلى إغضابها وإسخاطها ! وأما عمر فله مواقف مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة ، وستمر عليك مواقف الشيخين هذه إن شاء الله عاجلا . فالحديث هو من صنائع بني أمية ، وهو من تلك الأحاديث التي وضعت في مقابل ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من اتباع العترة الطاهرة . ذكر المدائني : " كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته . . . " [1] ، فسد الباب أمام فضائل أهل البيت ، وانفتح لفضائل غيرهم بلا ريب وإن لم توجد . وهذا الحديث من تلك . من هي الزهراء ؟ الزهراء هي فاطمة البتول ، بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي زوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وهي أم الحسن والحسين ( عليهما السلام ) . فأبوها هو سيد الأنبياء على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام . وأمها أول من آمن على البسيطة بنبي الله الكريم ، وكانت أحب نسائه إليه بلا مراء .
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 15 - 161 - نقلا عن المدائني .
75
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 75