نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 65
مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر وعمر من الشخصيات البارزة في جيل الصحابة شخصية الصحابي الجليل سعد بن عبادة ، فلقد كان من أشد المخالفين لأبي بكر وعمر في أمر الخلافة . فلما تمت البيعة لأبي بكر بالصورة التي كانت ، أرسلوا إلى سعد يطلبونه أن يبايع ، فقال لهم : " لا والله ، حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي ، وأخضب منكم سناني ورمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم مع من معي من أهلي وعشيرتي " [1] . فانظر إلى شدة سعد على الشيخين أبي بكر وعمر ، فإنه لم يرفض بيعتهما فحسب ، بل أقسم على قتالهما بأهله وعشيرته ، فأي حديث نقبل ؟ ! وأي حديث نصحح ؟ فأمامنا حديث الاقتداء بالصحابة ، وها هو سعد منهم ، وهو نجم به تتحقق الهداية . وأمامنا حديث الخلفاء الأربعة والأمر باتباعهم ، ورأينا سعدا يخالفهم ولا يقبل منهم إلا بعد أن يخضب سنانه بدمائهم ويضرب أعناقهم بسيفه . وإنه لما قال عمر بن الخطاب : " اقتلوا سعدا ، قتله الله " نهض قيس بن سعد يأخذ بلحية عمر ويقول له : " والله لو حصحصت منه شعرة ما رجعت وفيك واضحة " [2] . وأما الحباب بن المنذر فهو الآخر لم يكن يعرف لأبي بكر وعمر طاعة في يوم السقيفة قط ، فلما رد الشيخان كلامه في أمر الخلافة صاح قائلا : " والله لا يرد علي أحد ما أقول إلا حطمت أنفه بالسيف ، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، أنا أبو شبل في عرينة الأسد " [3] . لقد كان الحباب مستعدا لضرب من يخالفه منهما ويحطم أنفه بسيفه ، كما كان مستعدا لتولي أمر الخلافة بنفسه ، فضلا عن إبائه التسليم والبيعة لهما بالخلافة . فلا سعد ولا قيس ولا الحباب ولا علي يعرفون حديث الخلفاء ! ليس لأنهم خالفوه ، بل لأنه حديث لم يكن له وجود في ذلك الوقت ، بل ولد أخيرا في مهد الدولة
[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير ، حوادث سنة إحدى عشرة - ج 2 . [2] تاريخ الطبري ، حوادث سنة إحدى عشرة - ج 2 . [3] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 16 .
65
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 65