responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 62


وإلغاؤه !
ولقد أغلق النبي ( صلى الله عليه وآله ) باب الاجتهاد في إلغاء أو تغيير شئ في متعة الحج ، فبعد أن أعلن النبي ( صلى الله عليه وآله ) متعة الحج في حجة الوداع أمام ما يربو على مائة ألف مسلم ، قام سراقة بن مالك فقال : يا رسول الله ، ألعامنا هذا التمتع أم للأبد ؟ فشبك أصابعه الشريفة وقال : " دخلت العمرة في الحج ، دخلت العمرة في الحج لأبد الأبد " [1] .
فهل يجوز بعد هذا لأبي حفص أو غيره أن يجتهد ويمنع متعة الحج ؟ ! ولكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لهم قبل ذلك : " لا أدري ما تحدثون بعدي " ، فإنها دلائل النبوة .
فها نحن قد شهدنا أن حديث الخلفاء يحذر المؤمنين من الاختلاف ويأمرهم باتباع الخلفاء الأربعة ، لأن في ذلك نجاتهم من الشقاق والاختلاف وسلامة لهم من محدثات الأمور والبدع ، ولكن رأينا أبا بكر ومن نحا نحوه قد أخبرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بارتكاب الإحداث والتغيير ، وشاهدنا الخلفاء أنفسهم وقعوا في مغبة الاختلاف فاختلفوا فيما بينهم ، كما رأينا ما حدث من اختلاف بين أبي بكر وعمر من ناحية والإمام علي ( عليه السلام ) من ناحية أخرى في مسألة الخلافة ، وشاهدنا مثالا للاختلاف بين الإمام علي ( عليه السلام ) وعثمان بن عفان في سنة النبي الأكرم ، ورأينا كيف عمد عمر بن الخطاب إلى إلغاء سنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) التي سنها إلى الأبد .
فهذا الاختلاف الذي نشأ بين الخلفاء أدى إلى نفس المخاوف التي من أجلها وعظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه بالحديث المذكور الذي فيه الأمر باتباع الأربعة ، فلقد حدث الاختلاف ووقع الإحداث ووقع الناس فيه ، فكيف يبين الرسول ( صلى الله عليه وآله ) سبيل النجاة والسلامة من الاختلاف والإحداث باتباع الخلفاء فيقعون هم أنفسهم فيما فرض أن نجاة الناس منه هؤلاء الخلفاء ؟ ! فما دامت أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحيا فالوحي لا يخطئ ، مما يوضح أن هذا الحديث موضوع على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومقول عليه .
فالرسول ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يمنع المسلمين من الاختلاف ويحذرهم إياه ويأمرهم باتباع الخلفاء الأربعة للنجاة منه ويرى وقوع الاختلاف بين الخلفاء ولا يرى له خطرا . والحق



[1] صحيح مسلم 1 : 467 .

62

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست