نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 61
دخلوا حجر ضب تبعتموهم . قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ! " [1] . وهذا إخبار صريح منه ( صلى الله عليه وآله ) بانحراف الكثير منهم . محدثات أبي حفص إن لابن الخطاب منهجا خاصا انفرد به بين الصحابة ، وعمدة هذا المذهب العمري عدم التردد في التصرف كما يرى مع السنة النبوية ، وإن أدى ذلك إلى تبديلها أو إلغائها وإحلال محلها ما يراه بديلا لها ، سواء ذلك في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو بعد وفاته . روى أحمد في مسنده : " أن أبا موسى الأشعري كان يفتي بالمتعة [ حج التمتع ] ، فقال له رجل : رويدك ببعض فتياك ! إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك ، حتى لقيه أبو موسى فسأله عن ذلك ، فقال عمر : قد علمت أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قد فعله هو وأصحابه ، ولكن كرهت أن يظلوا بهن معرسين في الأراك ، ثم يروحون بالحج تقطر رؤوسهم " [2] . فعمر يعلم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد سن متعة الحج ، ورغم ذلك لم ير بأسا في إلغائها ، وليس ذلك إلا لأنه كره شيئا فيها . وبكل هذه البساطة تعطل قوله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) [3] ، وها هو الإحداث العمري . يقول البيهقي : " ما أعمر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم عائشة في زمن الحج إلا ليقطع بذلك أمر الشرك " [4] ، ذلك لأن المشركين في الجاهلية " كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض " [5] . . فانظر إلى سبب إدخال النبي ( صلى الله عليه وآله ) العمرة في الحج ، إذ أنها سنة نبوية تخالف سنة جاهلية راجت بين المشركين ، فكيف سهل على الفاروق - وهو الذي قيل إنه فرق بين الحق والباطل - إعادة الباطل وإحياؤه وإماتة الحق
[1] صحيح البخاري 4 : 187 ، صحيح مسلم 8 : 57 ، مسند أحمد بن حنبل 3 : 84 و 94 . [2] مسند أحمد 1 : 50 . [3] الحشر : 7 . [4] سنن البيهقي 4 : 245 . [5] صحيح مسلم : كتاب الحج - باب التمتع والعمرة ، صحيح البخاري 3 : 109 / 1413 - كتاب الحج .
61
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 61