responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 42


كان من المنافقين ، فالرجل كان واليا على الكوفة في زمان عثمان بن عفان . ونحن على استعداد لقبول عدالة الوليد هذا لو استطاع من ينسبها لكافة الصحابة إثبات ذلك له ، وهيهات .
الفرار من الزحف وشماتة البعض يقول ابن هشام : " فلما انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله ( ص ) من جفاة أهل مكة الهزيمة ، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن ، فقال أبو سفيان بن حرب : " لا تنتهي هزيمتهم دون البحر " ! وصرخ جبلة بن حنبل : " ألا بطل السحر اليوم " [1] ! فأبو سفيان هذا صحابي معروف ، فهل يلزمنا أن نقول إنه من العدول ؟ ! أم كان جبلة محقا في اعتقاده ببطلان دين السحر يوم حنين ؟ ! وعلى من كان ضغن وحقد أبي سفيان حتى دفعه إلى التفوه بهذا القول وإظهار ذلك السرور عندما شاهد هزيمة المسلمين ؟ !
على أنه لما تمت البيعة لعثمان وتولى أمر الخلافة دخل إليه بنو أمية ، حتى امتلأت بهم الدار ثم أغلقوها عليه ، فقال لهم أبو سفيان : أعندكم أحد من غيركم ؟ قالوا : لا . قال :
" يا بني أمية ، تلقفوها [ يعني الخلافة ] كتلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب ولا جنة ولا نار ولا بعث ولا قيامة " ! ( 1 ) وبهذا ينكشف لنا ضغن أبي سفيان ، وهو الصحابي العدل ينكر البعث ويوم الحشر . وليتنا نعلم بمن يحلف أبو سفيان ، وهل بعد إنكار البعث والجنة والنار يبقى شئ يحلف به أبو سفيان غير اللات والعزى ؟ ! ورغم ذلك فقد نفي عنه الشك والخطأ والكذب وصار من عدول الأمة ! والعياذ بالله من التقليد الأعمى .
إن فرار كثير من الصحابة يوم حنين وأحد ، من المسائل التي لا تخفى على أحد ، والفرار من القتال أمر منكر يؤدي إلى غضب الله وسوء المصير . يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا



[1] سيرة ابن هشام 3 : 114 ، 4 : 444 . ( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 : 53 - باب 139 ، انظر كتاب السقيفة للجواهري ص 37 .

42

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست