responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 264


مبتدئا خلافتهم بخلافة علي عليه السلام ، فقال موصيا لهم :
" أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة لكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب الله عز وجل ، وعترتي أهل بيتي " . ثم أخذ بيد علي فرفعها ، فقال :
" هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا على الحوض " . ( 1 ) وبهذا توج النبي الأكرم خلافة العترة بإعلانه خلافة القرآن في علي وخلافة علي في خلافة القرآن ، ولا ننسى هنا قول النبي صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " ولا ننسى قبول علي هذا العرض الإيماني الإلهي ، وقبوله المؤازرة . ومن الطبيعي أن يفي الله تعالى بوعده ، ولا بد للنبي صلى الله عليه وآله أن يعطي عليا ثمن المؤازرة التي شهدت لها السماء : " لا فتى إلا علي ، لا سيف إلا ذو الفقار " ، وكان علي مع القرآن والقرآن مع علي ، وكان هو الخليفة الأول في سلسلة خلافة العترة . وليس هذا الاعلان بجديد ، فقد سمعناه في أول الدعوة ، وها نحن نسمعه في اللحظات الأخيرة من أيام الداعي الأعظم . وبين البداية والنهاية كانت إعلانات عديدة ، فقبل من قبل ، وأبى من أبى ، لشئ في نفس يعقوب !
وإني لا أرى في قبالة هذا الأمر الذي يبين معية علي والقرآن ، والقرآن وعلي . . إلا البخوع والسرور بخلافة علي عليه السلام ، عديل القرآن وقرينه . وما أجمل أن ينصاع المؤمن لأمر هكذا ، لا لشئ سوى قوة الحجة وصراحة الدليل ولياقة أمير المؤمنين علي عليه السلام .
وبعد هذا لا يجوز بأي حال من الأحوال اتباع الناس دون العترة ، لأن النبي عليه السلام أمر باتباع العترة والتمسك بهم دون غيرهم من الناس ، إذ أن الواجب التعبدي يلزم كل أحد باتباع العترة لأداء الطاعة لنبي الإسلام الكريم في أمره بذلك . وهذا الأمر النبوي باتباع علي عليه السلام وذريته يجب أن يدرك من خلال قوله تعالى :
( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم


1 - نفس المصدر ص 57 . الباب التاسع .

264

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست