نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 238
ولما لم يكن هناك أليق من أهل البيت ، وثبت عن طريق النقل ما يشير إلى عصمتهم ، كانوا هم ولاة الأمر وأئمة المسلمين المعصومين ، وهم الخلفاء الذين أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله : " لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة " ( 1 ) . وطبقا لهذا الحديث فهم خليفة بعد خليفة ، ولا يخلو الزمان منهم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " في كل خلف من أمتي عدول . . " وقد مر عليك . من هم أهل البيت ؟ وبعد هذا التوضيح لعصمة أهل البيت عليهم السلام ، تجب علينا الإجابة عن السؤال التالي : من هم أهل البيت الذين خصتهم آية التطهير بإذهاب الرجس عنهم بإرادة الله التكوينية . . فطهرت نفوسهم عن الذنوب والآثام ، بانكشاف سوء هذه القبائح من تحت أنوار العلم اليقيني ، فبدت مجسمة لهم عين اليقين ، فعافتها نفوسهم الطاهرة ، فأصبحوا بذلك هداة الناس وأمانا للأمة ، فوجبت طاعتهم ، وصاروا ولاة الأمر من بعد النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! أهم نساء النبي صلى الله عليه وآله خاصة دون أن يكون معهم رجل ، أم هم نساؤه وعترته عليهم السلام ، أم عترته الأدنون خاصة ممثلون في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ؟ لقد علمنا أن التطهير الذي حدث لأهل البيت بالإرادة التكوينية قد استوجب عصمتهم بتزكيتهم عن الرجس من الذنوب والمعاصي والأخطاء . فهل كانت نساء النبي صلى الله عليه وآله على هذه العصمة وهذا التطهير من الأخطاء ؟ الواقع أن الإثم أو الخطأ من واحدة منهن ينتقي على أثره القول بأنهن أهل البيت المطهرون عن الإثم والأخطاء ، المعصومون عن المعاصي . إن القرآن الكريم يؤكد وقوع أم المؤمنين عائشة وحفصة بنت عمر في إثم هددهما الله عز وجل على أثره وأمر هن بالتوبة عنه ، فقال لهما : ( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير . عسى ربه إن طلقكن أن يبدله
1 - صحيح مسلم 8 : 5 - كتاب الإمارة .
238
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 238