نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 225
سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا ما تسعه ، ولا يفيض عليها إلا بقدر ما تطيقه . وليس الناس سواسية في ذلك . . ولهذا فالطاقة الروحية والسعة المعنوية لأهل بيت النبوة منذ الأزل هي التي جعلتهم في قدرة وسعة أرحب تحصلوا بها على قدر من الإيمان لا يتوفر لأي فرد من سائر الناس ، فهو إيمان أفيض عليهم طبقا لسعتهم وطاقتهم . ولازم الإيمان العالي هذا تقوى من سنخه وطبعه وقدره ، ولازم هذه التقوى علم يوازيها : ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) ( 1 ) ، فكان هذا العلم هو العلم اليقيني الذي تتحقق العصمة به . وفي الواقع لم يتم الأمر لهم على هذا التسلسل الذي ذكرناه في بيان ذلك المقام ، وإنما الأمر واحد كلمح بالبصر ، ومنذ الأزل . وإنما الألفاظ هي التي تخلق الانفصال بين الإيمان والتقوى ، وهذا هو العلم اللدني لأهل البيت . وهم بهذا العلم - كما أوضحنا في بحث العصمة - عرفوا حقائق الأشياء وقبيح الذنوب معرفة ذاتية لا وصفية ، فنفرت منها نفوسهم ، إذ لا تشابه : فهي نفوس عظم فيها الله وامتلأت به نورا . . فهل يبقى مجال للتفكير في اجتناب ظلمات المعاصي فضلا عن ارتكابها ؟ ! ! دلالة حديث الثقلين على عصمة العترة إن حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة المستفيضة ، وهو من الآثار التي وقفت بشدة أمام أشد الناس تعصبا ضد أهل البيت . إن ابن تيمية المعروف بإنكاره لكل فضيلة من فضائل أهل البيت ، والثائر على كل منقبة من مناقبهم قد امتدت ثورته بلا حياء ضد فضيلة أهل البيت في حديث الثقلين ! فلقد سعى الرجل بكل ما أوتي من بغض لعترة النبي صلى الله عليه وآله إلى نفي الأمر باتباع العترة في هذا الحديث ، لعله يخفف من وزن الثقل الثاني فيه بإنكاره إياه . يقول ابن تيمية : " الحديث الذي في مسلم . . ليس فيه إلا الوصية باتباع الكتاب وهو [ صلى الله عليه وآله ] لم يأمر باتباع العترة [ عليهم السلام ] ، ولكن قال : أذكركم الله في أهل بيتي " !
1 - البقرة : 282 .
225
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 225