نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 196
حيث أمر أمر وجوب ( كوجوب طاعة الله وطاعة الرسول ) ومع ذلك لا يسأل عنه هل أنجز هذا الأمر الواجب أم لا ؟ ولهذا فلما كان عجز الناس عن معرفة وتعيين أولي الأمر يؤدي إلى تولية الفاسق أو وقوع الاختلاف والتناحر حول تعيين ولي الأمر ، أو يكون التكليف بما لا يطاق ، أو ينسب العبث إلى الله تعالى في فعله . . اتضح أن تعيين أولي الأمر لم يتركه الله لاختيار الناس ، بل إنه مسند إليه تعالى . من هم أولو الأمر يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) . إنك تلحظ في هذه الآية أنه أمر فيها بأمر واحد إطاعة ثلاثة : الله تعالى ورسوله وأولو الأمر ، بوساطة فعل الأمر : ( أطيعوا ) ، وذلك في قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، فماذا يمكن أن نفهم من ذلك ؟ وماذا أراد الله تعالى بإشراك النبي صلى الله عليه وآله وأولي الأمر في أمر واحد بطاعتهما ؟ على أن الحال لا يختلف لو فصل الأمر ولم يجمع في فعل واحد . إن إصدار الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وأولي الأمر بهذه الصورة المشتركة في أمر واحد يؤكد لنا التساوي بين طاعة الرسول وطاعة أولي الأمر . فلما كانت طاعة الرسول صلى الله عليه وآله واجبة قطعا فطاعة أولي الأمر واجبة قطعا أيضا . والعموم والإطلاق الواضح في الأمر بالطاعة لا يسمح باستثناء طاعة أولي الأمر وفصلها عن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله بأي حال من الأحوال ، أو بأي شرط من الشروط . . إذا طاعة أولي الأمر هي من الواجبات في الدين على المؤمنين . ثم إن النبي صلى الله عليه وآله معصوم بلا شك ، ولو على قول من ينسب إليه العصمة في تبليغ الوحي ، فهو معصوم إذا . وهنا نسأل : ما هي الحكمة في أن يكون النبي صلى الله عليه وآله معصوما ؟ إن الله تعالى لم يدع لنبي من الأنبياء مسؤولية التشريع ولم يسند إليهم تأسيس
196
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 196