responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 182


الأرض ، وهم أولياؤه وعترته ، وأحق الناس بالأمر بعده ، ولا ينازعهم فيه إلا ظالم " . . وهذا كلام واضح العبارات والجمل ، إذ لا يحتوي على شاهد ترى فيه الدعوة إلى الشورى .
فالسابقون بالإسلام ، وأولياء النبي صلى الله عليه وآله وعترته الكرام - في كلام أبي بكر - هم أهل هذا الأمر من بعد النبي الكريم ، ولهم أن يخلفوه صلى الله عليه وآله دون غيرهم من الناس . بل يكون الناس ظالمين إذا اشرأبت أعناقهم وتطلعت نفوسهم إلى هذا الأمر ينازعون فيه أهله !
ولكن ، ماذا قالت الأنصار إزاء هذا الكلام الذي جردهم تماما من حقهم ، بل وصفهم بالظلم ، ووصف مطالبتهم بهذا الأمر بأنه منازعة لأهله بلا حق ؟ !
قال الحباب بن المنذر يدعو قومه الأنصار إلى التمسك بحقهم كما يعتقد هو أيضا ، يقول : " يا معشر الأنصار ، املكوا عليكم أمركم ، فإن الناس في ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولا يصدرون إلا عن رأيكم . أنتم أهل العز وأولو العدد والمنعة وذوو البأس ، وإنما ينظر الناس ما تصنعون ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم أمركم ، إن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنكم أمير " ( 1 ) .
وقال أيضا في رده على كلامهم : " يا مشعر الأنصار ، لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ، فإن أبوا عليكم فأجلوهم من هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور ، فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم ، فإنه بأسيافكم دان الناس لهذا الدين ، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ! أنا أبو شبل في عرينة الأسد ، والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة - أي فتية - .
فقال عمر : إذا ، ليقتلك الله !
فرد عليه الحباب : بل إياك يقتل " ( 2 ) .
إذا ، فالمسألة في نظر الأنصار ليست خاضعة للشورى ، بل هي مسألة دار ومكان ونصرة للدين ، إذ بهذا استحق الأنصار هذا الأمر . وإلا فالمسألة فيما يظهر من حوارهم مسألة اقتسام " منا أمير ومنكم أمير " . غير أن سعد بن عبادة سيد الأنصار لم يكن ليرضى


1 - الكامل في التاريخ 2 : 329 - حوادث سنة إحدى عشرة . 2 - الكامل في التاريخ 2 : 330 - حوادث سنة إحدى عشرة .

182

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست