responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 177


وروي أنه قال : " أوصاني رسول الله ( ص ) فقال : إذا أنا مت فغسلني بسبع قرب " ( 1 ) .
وروى الحاكم في مستدركه ، والذهبي في تلخيصه ، عن علي [ عليه السلام ] ، قال :
" غسلت رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، فجعلت أنظر ما يكون من الميت ، فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا " ( 2 ) .
وروى عمر بن الخطاب ، عن رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] أنه قال لعلي : " أنت غاسلي ودافني " ( 3 ) .
أجل ، لقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله الإمام عليا عليه السلام بأن يغسله إذا مات ويدفنه ، فهذا صحيح .
وقد عرفنا أن النبي صلى الله عليه وآله كان قد علم بموته ، ورأينا كيف تشدد في أمر الجيش بالخروج ، وفيه كبار الصحابة ، أبو بكر وعمر وغيرهما ، تحت لواء أسامة ، ورأينا كيف كانت المدينة تخلو - بذهاب الجيش إلى مؤتة - من كل الصحابة ومن النبي صلى الله عليه وآله نفسه ، إذ توفي في نفس اليوم المقرر لخروج الصحابة في الجيش .
لقد رأينا كل ذلك ، وكان يمكن أن يمتد غياب الصحابة إلى ما يفوق الشهر ، بغض النظر عن إمكانية استشهادهم . أجل ، رأينا النبي صلى الله عليه وآله قد فعل كل ذلك . .
فهل يا ترى كان النبي صلى الله عليه وآله يترك دولة الإسلام مدة شهر أو عشرين يوما بلا خليفة حتى يعود أبو بكر ؟ !
وهل يا ترى كان يذهب النبي صلى الله عليه وآله ويترك الدولة الإسلامية الفتية الطرية العود بلا راع ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام فيها ، بل هو الذي أبقاه فيها عامدا إلى ذلك وقد قال له من قبل : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ !
إذا ، فلها رون أن يخلف موسى في قومه ، كما هي الإرادة الإلهية المقدسة . ولعمر الله ، هذا ما كان يرمي إليه النبي صلى الله عليه وآله ، إذ لا معنى لإرسال جيش عبئ فيه كل الصحابة مهاجريهم وأنصارهم بكريهم وعمريهم ، ثم يحتفظ بعلي عليه السلام إلى جواره ، ثم تخلو المدينة


1 - كنز العمال 4 : 54 . 2 - مستدرك الحاكم 3 : 59 ، وأخرجه الذهبي في تلخيصه ، وقال : صحيح الإسناد إلى علي . 3 - كنز العمال 6 : 155 - الحديث رقم 2583 .

177

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست