responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 175


المدينة من الصحابة كافة ، وارتحل هو إلى الرفيق الأعلى ؟ !
ثم إننا نسأل : هل كان النبي صلى الله عليه وآله يرى في أبي بكر الخليفة من بعده ؟ !
ولكن لا يستقيم هذا الأمر لو كانت الإجابة بالإيجاب ، وذلك لأمرين نلحظهما في بعث أسامة بن زيد :
أولا : لقد أمر النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر بالخروج في هذا الجيش ، والنبي صلى الله عليه وآله كان يعلم بموته إذ أخبر بذلك .
فلو كان النبي صلى الله عليه وآله رأى في أبي بكر خليفته لأمره بالبقاء إلى جنبه حتى لا تخلو المدينة ممن يفزع إليه المسلمون ، ويحفظ بيضة الإسلام في أصعب يوم في حياة المسلمين ، وحتى لا يكون نساء المسلمين وأطفالهم في غياب آبائهم بلا راع لهم ولا حافظ لأعراضهم . . هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى ، فما دام النبي صلى الله عليه وآله مخلفا أبا بكر ، فأبو بكر أحوج إلى نصح النبي صلى الله عليه وآله وإرشاده إرشادا خاصا يستعين به على إدارة أمور المسلمين . وعلى كل فبقاء أبي بكر - لو كان هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله - يستقيم وحكمة النبي الكريم ، لا خروجه في هذا الجيش وهو خليفة المسلمين ، فقد يناقض حكمة النبي صلى الله عليه وآله وحنكته السياسية في إدارة شؤون الدولة .
ثانيا : فإن كان لا بد من خروج أبي بكر - وهو المنتخب من جانب النبي صلى الله عليه وآله خليفة له من بعده على المسلمين - فعلى أقل تقدير كان على النبي صلى الله عليه وآله أن يوليه هو الجيش ويجعله على رأس الجنود ، لا أن يرسله معهم جنديا مأمورا تحت إمارة أسامة بن زيد ذي العشرين عاما ، إذ أن هذا لا يتفق ومقام الخلافة . فالخليفة هو خليفة النبي صلى الله عليه وآله في جميع مقاماته ومنها قيادة الجيش ، فكيف صار خليفة المسلمين جنديا يرأسه فرد من رعيته ، بل شاب صغير العمر ؟ ! إن هذا ليبدو ليس من الحكمة في شئ ، بل سيكون لذلك أسوأ النتائج ، وقد رأيت كيف طعن البعض في تأمير أسامة . بل إنهم أرادوا عزل أسامة بعد ذلك ، لأنه أمر على كبار المهاجرين ، فكيف لو أمر على الخليفة ؟ !
إذا ، لكي لا يكون النبي صلى الله عليه وآله بعيدا عن الحكمة والفطانة النبوية ، علينا أن نسلم بأن

175

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست