responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 174


أسامة " . وهذه المرة أصدر أمره للجنود وأفراد الجيش ، إذ لا مناص من التنفيذ .
ثم أردف النبي صلى الله عليه وآله بعبارة يخاطب بها من سولت لهم أنفسهم الطعن في تأمير أسامة ، أو يخاطب بها أولئك الذين توسوس لهم أنفسهم إلغاء البعث هذا أو التخلف عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله مخاطبا إياهم : " لعن الله من تخلف عنه " . وهذا الحكم لا يختلف من حيث الزمان ، سواء كان زمانه في حياة النبي صلى الله عليه وآله أو كان بعد وفاته ، بالنسبة إلى من شملهم الأمر ، إذ قد صدر الأمر وأردف بلعن المتخلفين على نحو من الاطلاق والقطع ، دون استثناء لأحد منهم بما فيهم أبو بكر وعمر .
والمدقق في أمر هذه السرية يلحظ أشياء تلفت انتباهه ، وتحرك فيه باعث التحقيق .
إننا نلحظ في أمر هذا البعث :
1 - الاهتمام البليغ الذي أبداه النبي صلى الله عليه وآله بهذا البعث ، حتى أنه صلى الله عليه وآله لعن المتخلفين عنه في إصرار لم يعهد من النبي صلى الله عليه وآله سابقا .
2 - الوقت الذي أمر فيه بإنفاذ البعث ، فالنبي صلى الله عليه وآله كان قد نعيت إليه نفسه وأخبر بدنو أجله ، فما هي أهمية هذا البعث حتى يتشدد النبي صلى الله عليه وآله في إنفاذه في هذا الوقت بالذات ، وهو نفس اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وآله ؟ !
3 - تعبئة وجوه وأعيان الصحابة من المهاجرين والأنصار في هذه السرية ، دون استثناء لأحد بما فيهم الصديق والفاروق ، تحت إمرة الشاب اليافع ابن العشرين عاما أسامة بن زيد .
4 - عدم فتح باب الشورى لأصحابه في هذه السرية ، وقد كان يستشيرهم في بعض الغزوات .
ونحن قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وآله التحق بالرفيق الأعلى قبل أن يخرج الجيش من معسكره بالجرف . فلنفرض ذهاب الجيش قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، ووفاة النبي صلى الله عليه وآله بعد ذهابهم . . فكيف يكون حال عاصمة الإسلام ونسائها وأطفالها ، والأعداء من المنافقين واليهود الحاقدين على دين الإسلام يتربصون بالإسلام الدوائر ، وقد أخلى النبي صلى الله عليه وآله

174

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست