نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 172
النبي صلى الله عليه وآله في ضحى يوم الاثنين . فكيف يكون أبو بكر قد صلى صلاة الصبح في يوم الاثنين وهو معسكر في خارج المدينة بالجرف ؟ ! وحتى في وجوده بالمعسكر فإنه لا يمكن أن يصلي بالناس ، لأن قائد الجيش هو إمام الناس في الصلاة ، كما هو معروف . وقد علمت أنه لما جاءهم خبر أم أيمن بوفاة النبي صلى الله عليه وآله لم يدخل إلا أسامة وعمر وأبو عبيدة ، وبقي أبو بكر في المعسكر ، ولم يدخل إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله . وهذا ما قاله الطبري وابن الأثير وسائر المؤرخين ، إذ ذكروا أن أبا بكر لم يأت إلا بعد أن بلغه خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله . فإما أنه كان بالسنح عند أهله ، وإما أنه قد بقي بالجرف حيث المعسكر . . فإن كان بالسنح فقد غاب ثلاث ليال حتى بلغه الخبر . وإن كان بالمعسكر فقد غاب يومين ، ولم يدخل إلا بعد بلوغه الخبر أيضا ، فدخل مع الجيش ، ووجد عمر يقول ما كان يقول في ذلك الوقت من تهديده لمن يزعم أن النبي صلى الله عليه وآله قد مات ، وإما أن يكون قد ترك المعسكر وذهب إلى السنح وبقي هناك حتى خبر الوفاة و هو الأرجح عندي . إذا ، فالأمر واضح جدا لا يحتاج إلى عناء في التفكير لفهم جوانبه ، فصلاة أبي بكر بأمر النبي صلى الله عليه وآله ما هي إلا من صناعة ووضع البشر ، أملتها عليهم العصبية والقبلية والعداء لعلي عليه السلام وعترة خير الأنام . لقد ذكر أبو بكر بن عبد العزيز الجواهري ( 1 ) : " أن رسول الله ( ص ) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير " . ولقد أبدى النبي صلى الله عليه وآله اهتماما بليغا بأمر هذه السرية ، ولم تمنعه شدة مرضه من إنفاذ هذا البعث . وإن تعبئة وجوه وأعيان المهاجرين والأنصار مثل أبي بكر وعمر وطلحة والزبير تعكس مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وآله بأمر هذا الجيش . وكل ما في إنما هو اهتمام منه صلى الله عليه وآله
1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 20 وما يليها - نقلا عن كتاب السقيفة .
172
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 172