نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 164
استحقها أبو بكر بذلك دون الإمام عليه السلام ؟ ! غير أن عمر ذهب أبعد من هذا ، فصرح بأن الخلافة إرث لا يحق لأحد أن ينازعهم فيه - كما مر عليك - . إذا ، فأمر لا يستحق بإمامة الناس في الصلاة ، كما يقال ، ولا هذ ه الصلاة من الأدلة على ذلك ، لأن الميراث لا يؤخذ بإمامة الناس في الصلاة ، ولا يثبت بها ، وهي ليست من شروطه كما هو معروف . على أن أبا بكر الصديق قد وضع حدا لترهات القول باستحقاقه الخلافة بسبب إمامته في الصلاة بأمر النبي صلى الله عليه وآله ، فأبو بكر يقول : " إن بيعتي فلتة ، وقى الله شرها " ( 1 ) . إذا ، فما هو الأمر الذي يكون فلتة ؟ ! أليس هو الأمر الذي يتم من غير روية ولا تدبر ؟ ! أليس هو الأمر المبتدع المجازف فيه ؟ ! فإذا كانت خلافة الصديق فلتة وقي الله شرها ، فلا يمكن أن تكون صلاته بالناس دليلا وإشارة إلى خلافته ، لأن هذا الدليل وتلك الإشارة إلى خلافته تنفي أن تكون خلافته فلتة كما قال ، لأن الدليل والإشارة على شئ يهيئ النفوس ويعدها للتعرف على ذلك الشئ واستقباله ، فتنتبه العقول إليه لتهيئ المقدمات ، فلا تكون فلتة فيخشى منها الفتنة والشر ، فكيف يدعى أن صلاة الصديق بالناس تدل على استحقاقه الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله ! ! وهذا دليل جسمه فيما بعد المناوي . النووي وغيرهما أو من سبقهما ، إذا أنهم وجدوا أنفسهم قد ورثوا الاعتقاد بخلافة الصديق ، وصاروا يطوون في هذا الاعتقاد طريقا ذا اتجاه واحد ، فاستنبطوا هذا الدليل من حكاية لم يكن لها واقع تطابقه ، لإظهار صحة ما حدث أمام المخالفين ، إذا لهم يكن هذا الاعتقاد موجودا في نفوس الصحابة والخليفة الأول . فهذا هو الخليفة الثاني يدعي أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف أحدا ، وبهذا ينفي القياس
1 - أنساب الأشراف للبلاذري 1 : 59 ، نهج البلاغة ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 132 .
164
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 164