responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 162


فقال : لا والله ، حتى أرميكم بما في كنانتي وأخضب سنان رمحي ، وأضرب بسيفي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني . وإن اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم ، حتى أعرض على ربي .
فقال عمر : لا تدعه حتى يبايع .
فقال بشير بن سعد : إنه قد لج وأبى ، ولا يبايعكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته " ( 1 ) .
إن ما لم يفهمه المخالفون لأبي بكر من الصحابة - وهم شهود عيان في عصرهم ، وأقرب عهدا ومكانا من تلك الحوادث ، وأفضل من يدرك مفهوم الإمامة الصغرى - .
كيف يدركه دونهم من ابتعد زمانه عن زمان النبي صلى الله عليه وآله بأكثر من ألف عام ؟ !
يقول ابن تيمية : " الاستخلاف في الحياة نوع نيابة لا بد لكل ولي أمر . وليس كل من يصلح للاستخلاف في الحياة [ يعني حياة النبي صلى الله عليه وآله ] على بعض الأمة يصلح أن يستخلف بعد الموت [ أي بعد موت النبي صلى الله عليه وآله ] فإن النبي [ صلى الله عليه وآله ] استخلف غير واحد ، ومنهم من لا يصلح للخلافة بعد موته ، كما استعمل ابن أم مكتوم الأعمى في حياته ، وهو لا يصلح للخلافة بعد موته [ صلى الله عليه وآله ] ، وكذلك بشير بن المنذر وغيره " ( 2 ) .
وعلى هذا فصلاحية أبي بكر للاستخلاف في الصلاة لا دلالة فيها على صلاحيته للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله لإدارة شؤون الناس السياسية والاقتصادية . . . وغيرها ، فلا تلازم بين الخلافتين .
ولهذا لم يفهم الإمام علي هذه الملازمة ، بل صرح بأن أبا بكر قد تقمص ما لم له بقميص .
يقول عليه السلام : " لقد تقمصها [ يعني الخلافة ] ابن أبي قحافة ، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقي إلي الطير " ( 3 ) .


1 - تاريخ الطبري : حوادث سنة إحدى عشرة - ج 2 ، تاريخ ابن الأثير : نفس الحوادث - ج 2 أيضا . - منهاج السنة لابن تيمية 4 : 91 . 3 - نهج البلاغة : الخطبة رقم 3 ( المعروفة بالشقشقية ) .

162

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست