نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 13
الإنسان بين الواجب الدنيوي والمصير الأخروي يأتي الإنسان إلى هذه الحياة الدنيا ، مبتدئا ، إياها بيوم مولده ، ثم ينشأ ويترعرع . وتترعرع في جنبيه آماله وأحلامه ، ويقوى تعلقه بهذه الحياة ، فلا يسعه فراقها ولا يرضى بغيرها بدلا ، فيطوي على هذا الحال سنين طويلة ، ويبلغ من عمره ما يبلغ ، فتأكل الأيام قواه ويثقل الزمان ظهره بحمل من السنين ، فيقعد مرغما عن السعي إلى الآمال والركود خلف الأحلام . وعندها تحين الالتفاتة ، وهو ما يفتأ يرى أنه قد بلغ النهاية في عراكه مع أحداث الحياة من أجل الوصول إلى ما كان يرجوه من أسفاره . وها هو الآن يضع عصا الترحال مستسلما لأمر الواقع ، إذا قد حانت أشراط الفراق ، وقد ازدادت الشقة بينه وبين هذه الحياة ، ثم يلفظ آخر أنفاسه خاتما تلك الحياة في لحظة من سكرات الموت . فهل ينتهي إلى هنا كل شئ ؟ وهل تنتهي الحياة بموت الإنسان وتحوله إلى جثة هامدة وعظام نخرة ، ثم لا شئ بعد ذلك ؟ فإن كان الأمر كذلك ، فما هو الفرق إذا بين الإنسان والحيوان ، وبين إنسان وآخر من جنسه من حيث المصير ؟ ما الفرق بين الناس : الناجح منهم والفاشل في حياته ، وبين الخير والشرير ، وبين العادل والظالم ؟ أم أن خالق الكون والإنسان لا يهدف إلى شئ من خلقه إياه ؟ أم أن وجود الإنسان محدود بهذه الحياة الدنيا فحسب ، فلماذا الموت والفناء إذا ، ولم لا يترك الإنسان مخلدا باقيا في حياته ، ما دام لا شئ بعد الموت ، أم أن الخالق عاجز عن إبقائه فيها أبدا ؟
13
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 13