نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 113
أو لا تستغفر لهم ) فاخترت " [1] . إذا ، فعمر لم يدع الإلهام فيما صنع مع النبي صلى الله عليه وآله ، بل اعترف بما ارتكبه من خطأ وهفوة في الإسلام لا نظير لها ، فليذهب إذا الإلهام أدراج الرياح ، وليبق الاعتراف بالخطأ فضيلة لأبي حفص . ضرب عمر لمبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله غير أنه لم تكن هذه الهفوة هي الوحيدة التي صدرت من جانب أبي حفص تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله ، فعندما أمر النبي صلى الله عليه وآله أبا هريرة بقوله : " إذهب ، فمن لقيته يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه ، فبشره بالجنة " . فكان أول من لقيه عمر ، فسأله عن شأنه ، فأخبره بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله . يقول أبو هريرة : " فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لإستي ، فقال : إرجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله ، فأجهشت بكاء ، وركبني عمر وإذا هو على أثري ، فقال لي رسول الله : ما لك يا أبا هريرة ؟ فقلت : لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربة خررت لإستي فقال : إرجع . فقال رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] : يا عمر ! ما حملك على ما فعلت ؟ ملء الفراغ قال : يا رسول الله ، أبعثت أبا هريرة بأن من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه يبشره بالجنة ؟ ! فقال رسول الله : نعم . قال : لا تفعل ، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها ، فخلهم يعملون . . . " ! وهذه المرة كان عمر الآمر والنبي صلى الله عليه وآله مأمورا ومطيعا ! وانعكس قوله تعالى ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) [2] ! فعمر - كما أوضحنا سالفا - لم يكن يأنس في النبي صلى الله عليه وآله العصمة . وهذا مما فتح الباب واسعا لاعتراضاته على النبي صلى الله عليه وآله ، بل إنه قد نهى النبي صلى الله عليه وآله عما يريد فعله ! .
[1] كنز العمال 1 : 247 / 4404 . [2] - النساء : 59 .
113
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 113