نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 102
أعصيه ، وهو ناصري " ، فالرسول أراد أن يذكر الناسي عمر بثلاث حقائق : أراد أن يذكره بأنه رسول الله ، إذ أنه مرسل لينجز هذا الصلح أيضا من جانب الله تعالى . وأراد أن يذكره بأنه منفذ أمر الله تعالى ولن يخالفه ولن يعصي الله في أمر ما إذ أنه معصوم من قبل الله تعالى . وأراد أن يذكره بأن الله يسمع ويرى أحوال النبي وأفعاله ويعلم أعداءه ، فلن يتركه عرضة للذلة والدنية ، إذ أنه ناصره في كل المواقف . . . ولكن هيهات لعمر أن يخضع ، وكيف يخضع ولم يكن يأنس في النبي صلى الله عليه وآله العصمة ؟ ! وتمادى ابن الخطاب في اعتراضه . وفي واقع الأمر ، أنها لواقعة تعقد الألسن بالدهشة ، إذ أننا نرى أن المقام النبوي ليس مقاما يجوز لأحد أن ينصب أمامه القامة ويرفع أمامه الرأس معارضا في شئ . ومن ناحية نرى المقام العمري - طبقا لما صور للناس - من أنه الصحابي العادل الذي يقول الحق ولا يخشى فيه لومة لائم ، وأنه الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل ، وفوق ذلك كله أنه كان صاحب إلهام ومؤيد من ناحية الوحي ، ولو في مقابل النبي صلى الله عليه وآله ! ونحن عندما نرى علو مقام النبي صلى الله عليه وآله الحقيقي وعلو المقام العمري المرسوم في الأذهان ، نستسلم للدهشة والحيرة ، فلا نستطيع الانتصار للنبي صلى الله عليه وآله من المقام العمري الذي توهمناه ، ولا نقدر على انتقاد عمر رغم إجلالنا للمقام النبوي الرفيع ، فنصبح أسرى داخل شرنقة الدهشة ، ونلوذ بالصمت . وكل ذلك بسبب نظرية عدالة كافة الصحابة ، وما حيك حول أبي حفص من صفات إعجازية ، فالتبس علينا الأمر ونسينا أن عمر هذا وغيره من كافة الصحابة كانوا مشركين يسجدون ويطأطئون الرأس لحجر أصم ردحا من السنين ، فمن الله عليهم بهذا النبي الكريم الذي وقفوا بعد ذلك أمامه معترضين عليه ومسائلين في أمورهم لا يفقهون فيها شيئا ولا يعلمون حكمتها . إن التقليد الأعمى ، وعدم إدراك المقام النبوي ، هو الذي أوصل عمر وكثيرا من الصحابة إلى مقامات جعلتهم في مصاف المقام النبوي بعد أن عاشوا سنين من الشرك والإلحاد ! ! نعم الإسلام يجب ما قبله . ولكنه بما يجبه من شرك وبما يفعله المسلم من إحسان
102
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 102