نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 95
الباب الثاني مواقف عمر تجاه أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وآله إن المتتبع لمواقف أبي حفص تجاه أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وآله - سواء في حياة النبي صلى الله عليه وآله أو طيلة مدة خلافته - يجدها مواقف تنبئ عن شخصية فريدة في نوعها ، تختلف تمام الاختلاف عن بقية شخصيات الصحابة ، وذلك من حيث جرأة مواقفه وتصرفاته تجاه النبي المعصوم صلى الله عليه وآله ! فعمر لم يكن يرى أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وآله في عصمة عن المسألة والمعارضة ، وكأنه لم يكن يرى التسليم لما يعرضه ويصدره النبي صلى الله عليه وآله من أوامر ونواه أمرا لازما له . وفي حقيقة الأمر أن تلك التصرفات العمرية تشير بوضوح إلى نوع من عدم الاعتقاد بعصمة النبي صلى الله عليه وآله حتى في تبليغ الوحي ، فضلا عن شؤون الحياة الأخرى ، إن جاز القول بعدم عصمة النبي فيها ، فعمر لم يكن يرى بأسا في مناقشة النبي صلى الله عليه وآله فيما يقول أو يفعل ، بل لم يكن يرى بأسا في نهي النبي صلى الله عليه وآله عن بعض ما يقول ويفعل . كما أنه لم يكن يتردد في إحلال ما يصدره من أقوال وأفعال وآراء شخصية بل أوامره ونواهيه هو محل أقوال وأفعال وأوامر ونواهي النبي صلى الله عليه وآله . وهذه التصرفات لا تحصى في حياة عمر ، الأمر الذي اضطر المعجبين به إلى اختراع تفسير لهذه الجرأة تجاه النبي صلى الله عليه وآله وتحويلها إلى محاسن ومناقب ! في حين نرى شخصيات أخرى من بين الصحابة لا تقل عن عمر
95
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 95