responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الشيعة الإثني عشرية نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 79


بعد أن حالوا بين مخيم الحسين عليه السلام وبين ماء الفرات ، وأخذ منهم العطش مأخذه . . حمله يطلب له الماء وليحرك ضمائرهم ويثير إحساسهم الإنساني ، فما كان منهم إلا أن صوبوا سهما نحو الرضيع فأردوه قتيلا ، واستمر تساقط الشهداء من أصحاب الحسين عليه السلام وأهل بيته الواحد تلو الآخر . وكان الحسين عليه السلام آخر من استشهد في تلك المعركة الحاسمة ، ولم يكتفوا بقتل سيد شباب أهل الجنة ، بل احتزوا رأسه وفصلوه عن جسده ، وحمل رأس الحسين ورؤوس أصحابه هدايا يقتسمها القتلة ، ويرفعونها متوجهين بها إلى يزيد بن معاوية في الشام والذي لا يزال يصر بعض المسلمين على تسميته بأمير المؤمنين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . . . !
وبعد سرد كل هذه الأحداث التي تبين بوضوح الأهداف السامية التي من أجلها قام الحسين عليه السلام بثورته ، والتي وصفها الداعية الإسلامي الكبير الدكتور عمر عبد الرحمن بقوله : " إن استشهاد الحسين أعظم ألف مرة من بقائه على قيد الحياة " . إلا أنه وجد أيضا من ينتقص من قيمة هذه الثورة العظيمة لوقوعهم ضحية الإعلام الأموي المضلل - والذي حاول جاهدا تزوير التاريخ - ولوقوعهم ضحية التعصب المذهبي المقيت ، فيضطرون بذلك إلى هذا التحريف الشائن كقول ( شيخ الإسلام ) ابن تيمية مثلا بما معناه : أن الإمام الحسين عليه السلام بثورته هذه ، قد أحدث فتنة في أمة الإسلام بخروجه عن طاعة ولي أمر المسلمين ! ! وإذا سألنا شيخ الإسلام عن خروج معاوية من طاعة الإمام علي عليه السلام ، فإنه يرى بأن ذلك كان فتنة بينهما ولا ذنب لهما فيها ، وهكذا بالنسبة لخروج عائشة ( رض ) أيضا على الإمام علي عليه السلام .
وما هذه إلا صورة من صور محاولات التزييف المكشوف في تاريخنا الإسلامي ، وإلا فكيف نفسر تجاهل معظم أهل السنة لهذه المأساة التأريخية ، والتي يقتل فيها أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله بأبشع ما يكون القتل والتعذيب ، وقد سار على نهج معاوية وابنه يزيد سائر أبناءهم من ملوك

79

نام کتاب : حقيقة الشيعة الإثني عشرية نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست