responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الشيعة الإثني عشرية نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 72


بالربذة فقلت : ما أنزلك بهذه الأرض ؟ قال : كنا بالشام فقرأت ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) قال معاوية : ما هذه فينا ، ما هذه إلا في أهل الكتاب . قال : قلت : إنها لفينا وفيهم " [1] ، وهكذا فقد عوقب أبو ذر بالنفي بالرغم من شهادة الرسول صلى الله عليه وآله له بالصدق عندما قال : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " [2] .
ويظهر من هذه الحادثة كيف تلاعب معاوية بتفسير القرآن من أجل التغطية على تبذيره لأموال الأمة التي ليس له أي حق فيها . والمصيبة أن البخاري قد أخرج في صحيحة بما يجعل من معاوية فقيها ، فعن ابن أبي مليكة قال : " أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس ، فأتى ابن عباس ، فقال : دعه فإنه قد صحب رسول الله ( ص ) " [3] وفي رواية أخرى : قال إنه " فقيه " [4] ! وإذا علمت أن معاوية أمضى عشرين عاما كخليفة للمسلمين ، وقبلها كواليا على الشام ، فللقارئ أن يتصور عندئذ المدى الذي تمكن فيه معاوية التأثير في وضع ونقل أحاديث تنسب إلى رسول الله ( ص ) لتبرير أفعاله والتي بالرغم من كل الجهود التي بذلت للتغطية عليها ، بقيت واضحة في كتب الحديث والتاريخ بصورة لا تبقي أي التباس في معرفة حقيقة هذا الخليفة والذين اعتبروه أيضا أميرا للمؤمنين ! !
وخلق معاوية في الولاية والحكم له جذوره في عائلته السفيانية حيث قال أبيه لعثمان بعد عقد البيعة له : " يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم " [5] وفي رواية أخرى بزيادة : " . . . فما هناك جنة ولا نار " . وفي ذلك ما يشير



[1] صحيح البخاري ج 6 ص 146 كتاب التفسير باب قوله والذين يكنزون الذهب .
[2] صحيح الترمذي ج 13 ص 210 مناقب أبي ذر ( رض ) ، مسند أحمد ج 2 ص 175 .
[3] صحيح البخاري ج 5 ص 73 كتاب فضائل الصحابة باب ذكر معاوية .
[4] صحيح البخاري ج 5 ص 74 كتاب فضائل الصحابة باب ذكر معاوية .
[5] تاريخ الطبري

72

نام کتاب : حقيقة الشيعة الإثني عشرية نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست