نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 87
هي حجة الوداع ، وأنه لن يلقى المسلمين بعد هذا العام ، وأنه وبمجرد عودته إلى المدينة سيمرض وسيموت في مرضه ، وأنه أراد أن يلقي القول معذرة للمسلمين ، وأنه قد ترك من بعده ثقلين أحدهما كتاب الله وهو الثقل الأكبر وثانيهما أهل بيت النبوة ، وهم الثقل الأصغر ، وأن الأمة لن تهتدي إلا إذا تمسكت بالثقلين معا ، ولا يمكن أن تتجنب الضلالة إلا بتمسكها بالاثنين معا ، ثم سأل النبي المسلمين المجتمعين في غدير خم قائلا : ألست وليكم ؟ ألست مولاكم ؟ فأجاب المسلمون بلسان واحد ، بلى يا رسول الله أنت ولينا ومولانا ! ! فقال الرسول : من كنت وليه فهذا علي بن أبي طالب وليه ، ومن كنت مولاه فهذا على مولاه . وفهم المسلمون المغزى ، وجلس علي وتقدم المسلمون واحدا واحدا وبايعوه بالولاية وقدموا له التهاني ، وعرفوا بأن عليا هو أول أئمة أهل بيت النبوة ، وأن الإمام من بعده هو ابنه الحسن ، وأن الإمام من بعد الحسن هو ابنه الحسين ، وأن نظام الولاية والقيادة من بعد النبي قد انتظم ، فالقائم من الأئمة يعهد بالإمامة لمن يليه وفقا لترتيب ألهي عهد الله به لنبيه وعهد النبي به لأول الأئمة . وقد وثقنا كل ذلك في كتابينا : ( المواجهة مع رسول الله وآله ) ونظرية عدالة الصحابة ، فارجع إليهما إن شئت للتيقن من إجماع أصحاب الحديث على كل ما ذكرناه . الانقلاب والتنكر التام للرسول ولبيانه ولأهل بيته الكرام بطون قريش التي قاومت النبي وعادته طوال ال 15 سنة التي قضاها في مكة قبل الهجرة ، وحاربته طوال مدة 8 سنوات بعد الهجرة ، ثم اضطرت مكرهة للدخول في الإسلام شكلت وأعوانها الأكثرية في المجتمع المسلم . لم ترق هذه الترتيبات الإلهية التي أعلنها الرسول لتلك البطون . وبنفس الوقت فإن البطون قد أدركت بأن النبوة قد تمخضت عن ملك عريض ، لذلك طمعت البطون بهذا الملك ، وخططت لغصبه من أهله وأخذت تتحين الفرص لتنفيذ مخططها . لقد أدركت البطون عمق التكامل والترابط بين الكتاب المنزل وبيان النبي المرسل ، وتيقنت من استحالة تنفيذ مخططها هذا في حالة بقاء هذا التكامل والترابط بين كتاب الله وبيان النبي لهذا الكتاب . لذلك كله قررت بطون قريش وصممت نهائيا .
87
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 87