نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 42
من الإسلام المقاتل ، ويجردونه من كل مضامينه ، ويهدمون كل أركانه ، ولا يبقون منه إلا الشكليات اللازمة للمحافظة على الملك ! ! ! والمدهش بالفعل ، أن أهل بيت النبوة قد استغاثوا فلم يغثهم أحد ، واستنصروا فلم ينصرهم أحد ، وشرعت السلطة بحرق بيت فاطمة على من فيه وفيه ابنا الرسول ، وحرمت السلطة أهل البيت من ميراث النبي ، ومن تركته ، وجردتهم من ممتلكاتهم . ومع هذا لم ينكر على السلطة منكر ، ولم يأمرها أحد بمعروف ، ولم ينهها عن منكر ، والمدهش أيضا أن تجند السلطة مائة ألف مقاتل لقتال الحسين ومن معه ، وهم لا يزيدون عن مائة رجل ، ومع هذا لم ينكر عليها منكر ، ولم يأمرها أحد بمعروف أو ينهها عن منكر ، وبعد أن قتل كل من كان مع الحسين وبقي وحيدا شن جيش الخلافة هجوما شاملا على رجل واحد ! ! ولهم غاية محددة وهي قتله ، والتمثيل به ، ومع هذا لم ينكر على الخليفة أو جيشه منكر ، ولم يؤمروا بمعروف أو ينهوا عن منكر ! ! وهذا ما لم يحدث حتى في مجتمع الفراعنة ! ! ! وهكذا حدث ما أخبر به الرسول ، وحذر منه . ولاقى أهل بيته القتل والتشريد والتطريد واقترف هذه الجرائم زعماء القوم الذين سمعوا النبي وهو يخبر بما كان ، وما هو كائن ، ويحذر ، وشاهدوه وهو يبكي على ما يفعل القوم بأهل بيته من بعده ، وبعد موت النبي تذكرت زعامة القوم تحذيرات النبي ، واستذكرت دموعه الشريفة ، ولكن تلك الزعامة ارتكبت جرائمها مع سبق الترصد والإصرار ، وهي نفس الجرائم التي حذرها النبي منها . 3 - غربة الإسلام والإيمان بعد أن حلت عرى الإسلام بدءا من الحكم وانتهاء بالصلاة ، أصبح الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد غريبا على المجتمع ، إذ لم يبق من الإسلام إلا الشكليات الضرورية لبقاء الملك ، والسيطرة على البلاد المفتوحة باسمه ، والمسلمون المؤمنون الحقيقيون الذي بنيت دولة النبي على أكتافهم صاروا فئة قليلة معزولة غريبة غربة تامة عن مجتمع دولة الخلافة ، لأن هذه الفئة تمسكت بالقرآن ووالت أهل بيت النبوة ، كما أمرت وشكلت مع أهل بيت النبوة الشيعة المؤمنة التي تحمل إرث الأنبياء والتي عاشت معزولة طوال التاريخ البشري ، .
42
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 42