نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 36
لا يصلي إلا سرا ) . ( راجع صحيح مسلم ج 2 ص 179 ، ورواه أحمد في الفتح الرباني ج 23 ص 40 ، و ج 2 ص 462 من معالم الفتن ) . وروى البخاري أن الزهري قد دخل على أنس بن مالك فوجده يبكي ، فقال له ما يبكيك ؟ فقال أنس : لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضيعت . ( راجع الفتح الرباني ج 1 ص 200 ) . وقال أنس بن مالك مرة أخرى : ( لا أعرف شيئا اليوم مما كنا عليه على عهد رسول الله ! ! فقلنا : فأين الصلاة ؟ فقال أو لم تضعوا بالصلاة ما قد علمتم ؟ ) ! ( رواه أحمد والترمذي ، وحسنه وقال في الفتح الرباني ج 1 ص 199 روي عن أنس من غير وجه ) . هذه شهادة حذيفة أمين سر رسول الله ، وتكتسب شهادته أهمية خاصة لأنه أمين سر رسول الله بإجماع المسلمين ، ولأنه بقي على عهد رسول الله لم يبدل ولم يتبدل ، ولم يرجع القهقرى على عقبيه ، تدعمها شهادة أنس بن مالك الذي وعى عمليا الصلاة بحكم خدمته للنبي ، وكان أنس إلى جانب السلطة دائما عايشها وتعايش معها ، ولم يثنه عن الولاء لهذه السلطة تبدلها ولا تغيرها ، وكان يسمع مسبته من رجالها بصبر بالغ . فإذا ثبت بأن المخلصين من الصحابة كانوا يصلون سرا ، وهم في حالة خوف ، من غضب السلطة ، أو من غضب الجماهير الموالية لها ، وإذا كان أحد الذين خدموا الرسول فترة طويلة ، وشاهد رسول الله مئات المرات وهو يصلي عمليا يشهد ويقر ويعترف بأن الصلاة قد ضيعت بالفعل ونقضت من أصولها ، ففي هذا دليل قاطع على أن آخر عروة من عرى الإسلام ، وهي الصلاة قد حلت تماما بشهادة شهود عيان عاصروا حكومة الرسول ، وحكومة الخلفاء الثلاثة ، وحكومة بني أمية ، ولا خلاف بين اثنين من المسلمين على أن رسول الله قد أخبر الأمة بما هو كائن ، مثلما أخبر الأمة بأن عرى الإسلام ستنقض عروة بعد عروة ، وأن نقض نظام الحكم هو أول عرى الإسلام نقضا ، وأن نقض الصلاة هو آخر عرى الإسلام نقضا ، ولا خلاف بين اثنين من المسلمين على أن رسول الله صادق فيما أخبر ، وأنه لم ينطق عن الهوى - على الأقل في هذه الأخبار - حتى نتجنب معارضة أولئك الذين يزعمون بأن محمدا بشر يتكلم في الغضب والرضى ! ! ثم إنه من المحال .
36
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 36