responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 33


عليه ، وأنه لم يبق من السلام السياسي إلا لقب الخليفة ( أمير المؤمنين ) ، وأن الولايات والأعمال والوظائف العامة بالكامل مع بني أمية ، وأموية من جميع الوجوه ، بمعنى أن الدولة بكل مؤسساتها قد أصبحت تحت سيطرة الذين عادوا رسول الله وحاربوه بالأمس ، وأن الفئة المؤمنة مهمشة بالكامل ، وأقلية ، وليس لها من أمر الدولة شئ . ولو تولى الخلافة بعد عثمان أي رجل في الدنيا غير علي بن أبي طالب لما استطاع أن يصمد بمثل هذه الظروف أكثر من ساعة من الزمان ، لأن الملك الأموي ، وسلطان المنافقين والفاسقين ، قد توطد وضربت جذوره في الأرض وفي النفوس والمصالح طوال عهود الخلفاء الثلاثة ، ووفقا للمعايير التي عممتها الدولة ، فلا فرق بين أي صحابي من السابقين في الإيمان ، ومن أهل البلاء وبين أبي سفيان ، أو الحكم بن العاص ، فهم بدون تفصيلات صحابة ، لأنهم شاهدوا النبي ، وكلهم عدول والتفاضل بينهم في الآخرة ، وليس في الدنيا ، والاهم من ذلك هو اعتقاد الأكثرية ، بأن أبا سفيان والحكم بن العاص أصلح لإمارة الناس من أصحاب السابقة ، ومن أهل البلاء في سبيل الله ، ممن قامت الدولة النبوية على أكتافهم وبسواعدهم ، أما أهل بيت النبوة ، فقد تم التعتيم رسميا على كل فضائلهم ، ولا يجرؤ أحد على ذكرهم بخير ، وهم في أحسن الظروف صحابة مثلهم مثل أبي سفيان ، ومروان بن الحكم ، ومعاوية ، بل إن هؤلاء وأمثالهم أعظم شانا عند الأكثرية والأولى بالطاعة من أهل بيت النبوة ، لأن وسائل إعلام الدولة الرسمية نفخت الثلاثة وأمثالهم ، وأعطتهم أحجاما أسطورية ليست لهم في الحق والحقيقة ، بينما تجاهلت وسائل إعلام الدولة التاريخية أهل بيت النبوة ، وعتمت على صورهم ، وسخرت الدولة كافة مواردها لإبراز أهل بيت النبوة بصورة النكرات ! ! ! واستقرت تلك الأوهام التي خلقتها وسائل الإعلام ، وإمكانيات دولة الخلافة في قلوب الأكثرية الساحقة من أبناء الأمة ، لأن تلك الأوهام كانت بمثابة القناعات الرسمية التي تبنتها دولة البطون ، وعلى منوالها سارت عهود الخلافة التاريخية .
وباختصار شديد فإن أهل بيت النبوة ، وأولياء النبي وهم علماء الإسلام وأساتذته الذين قامت دعوة الإسلام ودولة النبوة على أكتافهم ، قد أخروا بالقوة ، .

33

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست