نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 23
جمع بطون قريش وجود النبي ، وتجاهلوا ما قاله ، ووجهوا كلامهم للخلص من أصحابه قائلين : إن النبي قد غلبه الوجع ، حسبنا كتاب الله ) أن النبي يهجر حسبنا كتاب الله استفهموه ! إنه يهجر ! ! ! القرآن وحده يكفينا ولا حاجة لوصية الرسول ! ! ! احتج الخلص من أصحاب النبي على هذا التصرف المستغرب ، واصطدموا مع جمع البطون ، وعلت الأصوات بين أصحاب النبي الخلص القلة ، وبين الكثرة من بطون قريش ، وتنازعوا ، فأطلت النسوة من وراء الستر ، وقلن : ألا تسمعون رسول الله يقول : قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ؟ فنهرهن أحد الصحابة قائلا لهن : ( إنكن صويحبات يوسف ) هنا تكلم النبي فقال : ( إنهن خير منكم ) ما أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، قوموا فلا ينبغي عندي تنازع ! ! وهكذا صرف النبي النظر عن كتابة توجيهاته الخطية ، إذ لو أصر النبي على الكتابة لأصرت بطون قريش في ما بعد على أن الكتابة قد صدرت عن النبي وهو يهجر حاشاه ، مع ما يستتبع ذلك من خطر ماحق على الدين نفسه ، وهكذا نجحت بطون قريش ومن لف لفها بإخراج النبي من التأثير على سير الأحداث بلحظات حاسمة ، وحرمت الأمة والعالم من الاستفادة من توجيهات النبي النهائية الخطية . وما ذكرناه حقائق رواها البخاري في صحيحه في ست روايات ، ورواها مسلم في صحيحه ، والنووي في شرحه على صحيح مسلم وابن القيم الجوزي في تذكرة الخواص ، وأبو حامد الغزالي في سر العالمين ، وكشف ما في الدارين ، ولا خلاف إطلاقا بين المسلمين على صحة وحقيقة هذه الوقائع ، وهكذا صدمت بطون قريش خاطر النبي الشريف ، وقصموا ظهر الإسلام بالفعل . وتلك حادثة فريدة من نوعها في التاريخ السياسي الإسلامي ، فما من خليفة على الإطلاق إلا وقد مرض قبل موته ، واشتد به الوجع أكثر مما اشتد الوجع برسول الله . وما من خليفة على الإطلاق إلا وقد كتب توجيهاته النهائية أثناء مرضه ، وقبل موته ، ولم يصدف على الإطلاق أن قال أحد لأي خليفة من الخلفاء أنت تهجر ، أو أن الوجع قد اشتد بك ، وأنه لا حاجة لنا بوصيتك ، ولا بتوجيهاتك لأن القرآن عندنا وهو يكفينا ويغنينا عنك ! ! . بل على العكس فقد كانت وصايا الخلفاء وهم على هذه الحالة تنفذ كأنها وحي إلهي .
23
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 23