responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 188


استقرت سنة اللعن والشتم وكراهية أهل بيت النبوة ومن والاهم حولت دولة معاوية والدولة الأموية عامة هذه السنن وتلك المرويات المختلقة إلى مناهج تربوية وتعليمية تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات ، وتناقلتها الأجيال كمسلمات ، وبقيت هذه المناهج سارية المفعول وسياسة عامة للدولة الأموية طوال ألف شهر ، ولما سقطت الدولة الأموية ، وأفل النجم الأموي الرهيب ، لم تسقط الثقافة الأموية ، ثقافة الرعب والارهاب وقلب الحقائق ، بل أثمرت فقه الهوى الذي صار الأساس الواقعي للفقه الذي عرف بالإسلامي فيما بعد ، وبعد قرابة مائة عام اقتنع المسلمون بضرورة كتابة الأحاديث النبوية وروايتها ولمحت الدولة العباسية وأحست بهذا الاقتناع ولم تر بأسا من عدم اعتراضه ، ولا حاجة لاستمرارية منع رواية وكتابة أحاديث الرسول ، بل رأت فيه الفرصة لدعم الحكم العباسي ، فالعباس عم النبي وله فضائل ، والعباسيون من بني هاشم ، وللهاشميين مواقف مشرفة في التاريخ . فتفتحت أبواب رواية وكتابة الأحاديث النبوية في هذا المناخ السائد والمناخ الوراثي المسيطر .
الآن يمكنك أن تتفهم موقف شيعة الخلفاء من اسم المهدي واسم أبيه واسم رهطه بعد أن توقفنا بالفقرة السابقة وبعمق عند الأساس الذي قامت عليه دولة الخلافة ، وعلى الطريقة التي تكونت منها الثقافة التاريخية المعادية تماما لأهل بيت النبوة ، والمنكرة لأي حق من حقوقهم ، وعلى المحنة التي تعرض لها الحديث النبوي ، والغاية من منع رواية وكتابة الأحاديث النبوية ، يمكنك أن تتفهم وتفهم موقف شيعة الخفاء من اسم المهدي واسم أبيه ورهطه . لما رفع الحظر وتفتحت الأبواب والمنافذ على رواية وكتابة الأحاديث النبوية ، وفوجئ علماء أهل السنة ورعايا دولة الخلافة التاريخية بحجم ونوعية وزخم الأحاديث والأخبار التي تحدثت عن المهدي المنتظر الذي بشر به النبي ، وهي من الكثرة ومن الصحة ومن التواتر ومن الشيوع بحيث لا يمكن تجاهلها ، وهي فوق هذا وذاك مناقضة لواقع وثقافة دولة الخلافة التاريخية ، فاحتارت الدولة العباسية المشرفة بطريقة غير مباشرة على الرواية والكتابة والحاكمة الفعلية للعلماء الذين يروون ويكتبون هذه .

188

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست