نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 173
الشر كله ، وأن الجبابرة والطغاة يمثلون الخير كلهم ، لأن بأيديهم مفاتيح الأموال والجاه والسلطة ، وكانوا يعتقدون أن دعوات الأنبياء تمثل خطرا على مجتمعاتهم ونظمهم وأنماط حياتهم ، لذلك اعتقدوا بأنهم ملزمون للتصدي للأنبياء والرسل ولكل ما جاءوا به ، وأنهم ملزمون بموالاة الطغاة والجبابرة والوقوف معهم صفا واحدا لمواجهة خطر النبوة والرسالة والاصلاح ! ! إنها ثقافة الطغيان ، إنها النتائج اللاشعورية للرعب والخوف وتقديس الغالب وتكريس ثقافته ومناهجه التربوية . أحدث الأمثلة والبراهين على ذلك وأحدث الأمثلة والبراهين على صحة ما ذكرناه موقف بطون قريش والعرب عامة من نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد وقفت بطون قريش وقفة رجل واحد ضد النبي ، وقاومته ودعوته طوال مدة ال 15 سنة التي قضاها في مكة قبل الهجرة ، وحاصرته وبني هاشم ودعوته وقاطعتهم ، وعذبت المستضعفين من أتباعه ، وتآمرت على قتله ، ولما نجح النبي بهجرته استعدت عليه العرب ، وجيشت الجيوش ، وشنت عليه حروبها العدوانية ، وحاربته حربا لا هوادة فيها ، ومكرت به مكرا يزيل الجبال ! ! كانت بطون قريش ومن والاها من العرب يعتقدون أن رسول الله هو الشر بعينه ، وكانوا يكرهونه إلى درجة العقد ، ويكرهون من والاه حقا بنفس الدرجة . وكانوا يعتقدون أن أبا سفيان ، ومعاوية ، ويزيد ، وأبا جهل ، وعتبة وغيرهم من أئمة الكفر هم رموز الخير ، وقادة الفلاح ، ورموز الإصلاح ، وأن الحياة لا تستقيم بغير قيادتهم الملهمة ، لذلك والوهم وأطاعوهم ووضعوا تحت تصرفهم الغالي والرخيص ليحاربوا عدوهم محمدا حتى آخر سهم ! ! ! ومضوا بعداوتهم المجنونة للنبي ، وبحقدهم عليه ، وعلى من والاه ، وبعد 23 سنة من المقاومة والعداء والحرب لمحمد كانوا يعتقدون أن الحرب ما زالت في أولها ، وأنه لا ينبغي لهم أن يضعوا السلاح حتى يموت محمد ومن والاه أو يموتون ، بهذا المناخ دخلت جيوش محمد عاصمتهم ، عاصمة الشرك ، وأحيط بالمجرمين وبقادة جبهة الشرك فاستسلموا عسكريا ، واضطروا مكرهين أن يعلنوا إسلامهم بقيا منهم على الحياة ! ! وتبعا لاستسلام قادة الشرك وإعلان إسلامهم ، استسلمت جموع المجتمع ، وأعلنت إسلامها وادعى قادة الشرك بأن قلوبهم كانت عمياء ، وأن في
173
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 173