responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 143


عصر ما بعد النبوة ، ولكن ظروفا قاهرة قد حالت بينهم وبين ممارسة حقهم بقيادة الأمة ، فكان كل واحد منهم هو الإمام الشرعي للأمة المختار من الله سبحانه وتعالى والمعلن عن إمامته من رسول الله ، ولكن الخليفة المتغلب في زمن كل إمام حال بينه وبين ممارسة حقه الشرعي ، بإمامة الأمة وقيادتها ومرجعيتها ، وكل إمام من الأئمة الإحدى عشر قد تبعته الفئة القليلة المؤمنة وسلمت بإمامته ، ولكنها كانت فئة مستضعفة ، وغير قادرة على مواجهة الأكثرية الساحقة التي وقفت مع الخليفة المتغلب طمعا بما في يده من المال والجاه والنفوذ والسلطة .
واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون للإمام الثاني عشر : ( المهدي المنتظر نمط حياة ، ومنهج مختلف عن نمط ومنهج الأئمة الإحدى عشر الذين سبقوه ) .
فكل واحد من الأئمة الإحدى عشر السابقين كان معروفا ، للخاصة والعامة من المسلمين ، وكان مشهورا بينهم ، تعرفه العرب ويعرفه العجم ، ويعرفه المحل والمحرم معا ، ولا يخفى واقعه وأمله على أحد من الخاصة والعامة ، فكل واحد من الخلفاء الثلاثة الأول كان يعلم علم اليقين بأن عليا بن أبي طالب أول الأئمة الشرعيين كان : ( يطمع بالخلافة ) ، ويعتقد أنه أولى بها من الخلفاء الثلاثة الأول ، وكان يشارك الخلفاء الثلاثة بهذا العلم اليقيني ، خاصة القوم وعامتهم ، قدامي المسلمين وطلقاؤهم وأحداثهم . ولما مات الإمام علي ، وآلت الإمامة إلى الإمام الحسن كان الخليفة المتغلب وكافة أفراد رعيته يعلمون علم اليقين بآمال الحسن وواقعه ، وهكذا كانت الأحوال مع الحسين ، وعلي بن الحسين ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ، وعلي الرضا ، وفي عهد الإمام علي الرضا قرر الخليفة المتغلب المأمون أن يعترف بالحق الشرعي وأن يتنازل بمحض اختياره للإمام الشرعي المعاصر له وهو الرضا ، وتلك حالة فريدة في التاريخ الإسلامي ولم تتكرر ، وتعاقب ظهور الأئمة حتى بلغوا إحدى عشر إماما ، وكان الناس في زمن كل واحد منهم يعلمون أن هذا الرجل الإمام من أهل بيت النبوة ، وأنه من ذرية النبي ، وكانوا يعلمون أنه على الأقل ( يدعي ) الإمامة ، والخلافة الشرعية عن النبي .
وكان الخليفة المعاصر لأي واحد من الأئمة الإحدى عشر يعلم علم اليقين .

143

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست