كثيراً ونفعتني أيّما نفع ، كما آليت على نفسي أن أزور مقامات الأئمة الاثني عشر ، وقد حقّق الله أمنيتي بأنّ وفقني حتّى لزيارة الإمام الرضا الذي يوجد مرقده في مشهد ، وهي مدينة قرب الحدود الروسية في إيران ، وهناك تعرّفت على أبرز العلماء ، واستفدت منهم كثيراً . كما أعطاني السيد الخوئي - الذي كنّا نقلّده - وكالة للتصرف في الخمس والزكاة ، وإفادة المجموعة المستبصرة عندنا بما تحتاجه من كتب وإعانات وغير ذلك ، وقد كوّنت مكتبة مفيدة بها أهم المصادر التي تخصّ البحث ، وتجمع كتب الفريقين ، وتحمل اسم مكتبة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد أفادت الكثيرين والحمد لله . وزاد الله فرحتنا فرحتين وسعادتنا سعادتين ، فقبل حوالي خمسة عشر عاماً إذ سخّر لنا الله الكاتب العام لبلدية قفصة ، فوافق على تسمية الشارع الذي أسكن فيه باسم شارع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلا يفوتني هنا أن أشكر له هذه اللفتة المشرّفة ، فهو من المسلمين العاملين ، وله ميل كبير ومحبة فائقة لشخص الإمام علي ، وقد أهديته كتاب المراجعات ، وهو يبادل مجموعتنا حباً وتقديراً واحتراماً ، فجزاه الله خيراً ، وأعطاه ما يتمنّى . وقد عمل بعض الحاقدين على إزالة اللّوحة وأعيتهم الحيل ، وشاء الله تثبيتها ، وأصبحت الرّسائل ترد علينا من كلّ أنحاء العالم ، وعليها اسم شارع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ; الذي بارك اسمه الشريف مدينتنا الطيبة العريقة . وعملا بنصائح الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وكذلك بنصائح علماء النجف الأشرف ، عمدنا إلى التقرب من إخوتنا من المذاهب الأخرى ولازمنا الجماعة فكنّا نصلّي معاً ، وخفّت بذلك حدّة التوتر ، وتمكّنا من إقناع بعض الشباب من خلال تساؤلاتهم عن كيفية صلاتنا ووضوئنا وعقائدنا .