" وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غُفر له " [1] . وقد أورد ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة هذا الحديث ثمّ قال : " ووجه تشبيههم بالسّفينة أنّ من أحبهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرّفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان . ووجه تشبيههم بباب حطّة ، أنّ الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا ، أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودّة أهل البيت سبباً لهم " [2] . ويا ليتني أسأل ابن حجر هل كان من الذين ركبوا السفينة ، ودخلوا الباب وأخذوا بهدي العلماء ، أم أنّه من الذين يقولون ما لا يفعلون ويخالفون ما يعتقدون ؟ ! وكثيرون هم أولئك الجهلة الذين عندما أسألهم واحتج عليهم يقولون لي : نحن أولى بأهل البيت وبالإمام عليّ من غيرنا ، نحن نحترم أهل البيت ونقدرهم ، وليس هناك من ينكر فضلهم وفضائلهم ! نعم ، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، أو أنّهم يحترمونهم ويقدرونهم ولكن يقتدون ويقلّدون أعداءهم ومن قاتلهم وخالفهم ، أو أنهم
[1] الفضائل لأحمد 2 : 785 ح 1402 ، المعجم الصغير للطبراني 2 : 22 ، الأوسط 6 : 85 ، فرائد السمطين 2 : 242 ح 516 ، جواهر العقدين 2 : 190 ، المناقب لابن المغازلي : ح 174 - 177 ، الصواعق المحرقة 2 : 445 ، وقال : " وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً " . [2] الصواعق المحرقة 2 : 446 ، الآيات الواردة فيهم ، الآية السابعة .