responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 684


واقتنع عمر بن الخطاب بعد ذلك وقال : " ما أن رأيت أبا بكر مصمّماً على ذلك حتّى شرح الله صدري " ولست أدري كيف يشرح الله صدور قوم بمخالفتهم سنّة نبيّهم !
وهذا التأويل منهم لتبرير قتال المسلمين الذين حرّم الله قتلهم إذ قال في كتابه العزيز : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) [1] صدق الله العلي العظيم .
على أنّ هؤلاء الذين منعوا إعطاء أبي بكر زكاتهم لم ينكروا وجوبها ، ولكنّهم تأخّروا ليتبيّنوا الأمر ، ويقول الشيعة بأنّ هؤلاء فوجئوا بخلافة أبي بكر ، وفيهم من حضر مع رسول الله حجّة الوداع ، وسمع منه النصّ على عليّ بن أبي طالب ، فتريّثوا حتى يفهموا الحقيقة ، ولكن أبا بكر أراد إسكاتهم عن تلك الحقيقة ، وبما أنّني لا استدلّ ولا أحتج بما يقوله الشيعة ، فسأترك هذه القضية لمن يهمّه الأمر ليبحث فيها .
على أنّني لا يفوتني أن أسجّل هنا أن صاحب الرسالة ( صلى الله عليه وآله ) وقعت له في حياته قصة ثعلبة الذي طلب منه أن يدعو له بالغنى ، وألحّ في ذلك وعاهد الله أنه يتصدق ، ودعا له رسول الله وأغناه الله من فضله ، وضاقت عليه المدينة وأرجاؤها من كثرة إبله وغنمه حتى ابتعد ولم يعد يحضر صلاة الجمعة .
ولمّا أرسل إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) العاملين على الزكاة رفض أن يعطيهم شيئاً منها قائلا : " إنّما هذه جزية أو أخت الجزية " ، ولم يقاتله رسول الله ولا أمر



[1] سورة النساء : 94 .

684

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 684
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست