responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 675


حسب التفسير النّبوي [1] .



[1] علق الدكتور إبراهيم الرحيلي في كتابه ( الانتصار للصحب والآل ص 206 ) بقوله : " فهل من يعتقد هذا الاعتقاد في كتاب الله من المهتدين أم من الضالين المكذبين ؟ ! إلى قوله : وإذا كان هذا الرجل يصرح بأنّ القرآن وحده لا يكفي لهداية الخلق فهذا أكبر دليل على ضلاله ، بل كفره وإلحاده . . " . والمؤلف ذكر كلامه بشكل واضح لا غبش عليه ، وبيّن مراده منه من أن القرآن الكريم وحده لا يسد حاجة الرسالة التي جاء بها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; لان فيه المجمل والمتشابه والعام وغير ذلك . ومن جانب آخر فالأحكام الصريحة التي طرحها القرآن الكريم ذكرها بنحو كلي وعام وأوكل شرحها وبيان تفاصيلها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فالله سبحانه وتعالى ذكر الصلوات لكنه أوكل تفصيلها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فهو الذي بين عدد الصلوات المطلوبة وعدد الركعات والسجدات وما يذكر فيها ، وكذلك بيّن الزكاة والخمس وأوكل تفصيل المقادير التي تجب فيها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . ، وهناك الكثير من القواعد الكلية المرتبطة بالتشريع سواء من ناحية عبادية أو معاملة أوكل بيانها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يذكر في القرآن إلاّ الإشارة إليها بنحو كلي وعام ومجمل . وهذا معنى احتياج القرآن إلى السنة - مع أنهما شئ واحد لا غير - ; لان السنة النبوية مفسرة للقرآن الكريم فهي تخصص مطلقه ، وتبين مجمله ، وتقيد عامه ، وتوجه حكمه بالجهة المقصودة لله سبحانه وتعالى ، ولأجل ذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه " سنن أبي داود 2 : 392 ، مسند الشاميين 2 : 137 ، لسان الميزان لابن حجر 1 : 3 وقال : " حسنه الترمذي وصححه الحاكم والبيهقي " وفي المستدرك من حديث الحسن قال : " بينا عمران بن حصين يحدث عن سنة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ قال له رجل : يا نجيد حدثنا القرآن ! فقال : أنت وأصحابك تقرؤون القرآن ! أكنت محدثي عن الصلاة وما فيها وحدودها ؟ ! أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب والإبل والبقر وأصناف المال ؟ ! فقال له الرجل : أحييتني أحياك الله " المستدرك 1 : 109 ، الثقات لابن حبان 7 : 248 ، المعجم الكبير للطبراني 18 : 166 . فالقرآن يحتاج إلى السنة النبوية الشريفة لأنّها الشارحة له والمبينة لمقاصده ، وهذا ما أطبق عليه علماء السنة والشيعة معاً قال ابن حزم في الأحكام 1 : 200 في معرض رده على من يأخذ بالقرآن دون السنة : " ونسأل قائل هذا القول الفاسد : في أيّ قرآن وجد أن الظهر أربع ركعات ، وأنّ المغرب ثلاث ركعات ، وأنّ الركوع على صفة كذا ، والسجود على صفة كذا ، وصفة القراءة فيها والسلام ، وبيان ما يتجنب في الصوم ، وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة ، والغنم والإبل والبقر ، ومقدار الاعداد المأخوذ منها الزكاة ، ومقدار الزكاة المأخوذة ، وبيان أعمال الحج من وقت الوقوف بعرفة ، وصفة الصلاة بها وبمزدلفة ورمي الجمرات وصفة الاحرام ، وما يتجنب فيه ، وقطع يد السارق ، وصفة الرضاع المحرم ، وما يحرم من المآكل ، وصفة الذبائح والضحايا وأحكام الحدود وصفة وقوع الطلاق ، وأحكام البيوع ، وبيان الربا ، والأقضية والتداعي والايمان والإحباس ، والعمرى ، والصدقات وسائر أنواع الفقه ؟ وإنّما في القرآن جمل لو تركتا وإياها لم ندر كيف نعمل فيها ، وإنّما المرجوع إليه في كُلّ ذلك لنقل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " . ففي عبارته الأخيرة تصريح بأنّ القرآن فيه جمل لا يمكن معرفتها وفهمها إلاّ من خلال بيان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهذا بعينه ما قصده المؤلف في كلامه . وذهب ابن حزم إلى أبعد من ذلك حيث كفر من اقتصر على الأخذ بالقرآن الكريم فقال : " ولو أنّ امرءاً قال : لا نأخذ إلاّ ما وجدنا في القرآن لكان كافراً بإجماع الأمة ، ولكان لا يلزمه إلاّ ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل ، وأخرى عند الفجر ; لأنّ ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلاة ، ولا حد للأكثر في ذلك . وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال . . . " . وقال الشيخ محمّد الجامي في كتابه منزلة السنة في التشريع الإسلامي 19 : " . . . إنّ ملخص معنى السنة ما أُضيف إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من قول أو فعل أو تقرير ، وأنّ السنة من الوحي الإلهي : ( إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) ، كما يدل على ذلك من السنة قوله عليه الصلاة والسلام : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " . فالسنة - اذاً - صنو القرآن ، وهي وحي مثله ، وملازمة له ولا تكاد تفارقه ، ولا يكاد القرآن يفهم كما يجب أن يفهم إلاّ بالرجوع إلى السنة في كثير من آياته ، ولا سيما آيات الأحكام " . وقال الإمام أبو بكر الهمداني في كتابه الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار : 22 وهو يبين منزلة السنة النبوية من الكتاب ، ونقله للحديث المتقدم ( بيننا وبينكم كتاب الله ) قال : " . . قلت والمذهب عندنا أنّ السنة مبينة للكتاب ، مفسرة له ، هذا أمر مجمع عليه . وقد اختلف الناس بعد ذلك في مسألتين : أحداهما : جواز نسخ الكتاب بالسنة . والثانية : نسخ السنة بالكتاب . . . أما المسألة الأولى في نسخ الكتاب بالسنة فأكثر المتأخرين ذهبوا إلى الجواز وقالوا : لا استحالة في وقوعه عقلاً ، وقد دلّ السمع على وقوعه فيجب المصير إليه . أخبرني أبو موسى الحافظ أنا أبو علي أنا أبو نعيم . . عن يحيى بن أبي كثير قال : السنة قاضيّة على الكتاب ، وليس الكتاب بقاض على السنة . . ثنا أبو إسحاق الكسائي ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال : القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن " . فهذا يحيى بن أبي كثير يصرّح بأنّ السنة قاضيّة على القرآن الكريم وهي التي تحكمه وتبينه وتفسر مقاصده . وابن مكحول يصرّح بأنّ القرآن محتاج إلى السنة النبوية ; لأنّها شرح لما أجمله الله سبحانه وتعالى في كتابه ، وبيان تفاصيل الأحكام العامة التي وردت في القرآن الكريم ، وبدونها لا يمكن فهم القرآن أو الوصول إلى مراده ، ولذلك ذهب العلماء إلى تضليل من تعلل بظاهر القرآن وترك السنن النبوية ، وحكموا بضلاله وغوايته قال القرطبي في تفسيره 1 : 38 في تفسيره للحديث النبوي " أوتيت الكتاب ومثله معه " : . . . وقوله : " يوشك برجل شبعان " الحديث . يحذر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنها مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض ، فإنّهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد ضمنت بيان الكتاب . قال : فتحيروا وضلوا . إلى أن يقول : عن عمران بن حصين قال لرجل أحمق : أتجد الظهر في كتاب الله أربعاً لا يجهر فيها بالقراءة ؟ ! ثُمّ عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثُمّ قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسراً ؟ ! إن كتاب الله تعالى أبهم هذا وأنّ السنة تفسره " . وفي جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر : 517 : " قال الأوزاعي الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب " . وقال محمّد أبو زهو في كتابه الحديث والمحدثون في معرض رده على من ينكر الاحتجاج بالسنة قال : 20 : " هؤلاء القوم محجوجون بالأدلة السابقة وبغيرها مثل قوله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ، فلو كان القرآن في غنىً عن السنة لما كان لهذه الآية معنىً ، ونحن إذ نتمسك بالسنة ونعمل بما جاء فيها إنّما نعمل بكتاب الله قيل لمطرف بن عبد الله بن الشخير : لا تحدثونا إلاّ بالقرآن ؟ فقال : والله ما ينبغي بالقرآن بدلاً ، ولكن نريد من هو أعلم منّا بالقرآن وقال عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) : " لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " ، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد فقالت : يا أبا عبد الرحمن ، بلغني أنك لعنت كيت وكيت ! فقال : وما لي لا العن من لعنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو في كتاب الله ! فقالت المرأة : لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته ! فقال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) ؟ قالت : بلى ! قال : فإنّه قد نهى عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . " . وممّا يدل على أن القرآن بحاجة إلى مفسر ومبين شارح حديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي تواتر عند الطرفين وهو قوله : " إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " . وقال الأستاذي علي حسيب الله في مقدمته لكتاب السنة قبل التدوين : 6 : " . . . ولا خفاء بعد هذا في أنّ كتاب الله هو أصل دينه ، وأنّ سنة نبيه - قولية كانت أو فعلية - هي الموضحة لأحكامه ، والمفصلة لاجماله ، والهادية إلى طريق تطبيقه ، فهما صنوان لا يفترقان ومنبعان للشريف متعاضدان . . . وقد ابتلى المسلمون في كُلّ عصر من العصور بمن يحاول صرفهم عن الإسلام ، تارة بالطعن في كتابه ، وأُخرى بمحاولة انتقاصه من أطرافه ، بالطعن في السنة التي تفصل ما أُجمل منه ، وتوضح ما خفي ، وكأنّهم حين وقفوا من القرآن أمام جبل شامخ لا يلين ورجعوا بعد العناء طرقاً ، وتكلفوا شططاً ، فمنهم من تجنى على الرواة وطعن في عدالتهم وصدقهم ، ومنهم من طعن في متن الحديث فأنكر منه ما لم يوافق هواه ، ومنهم من ادعى انقطاع الصلاة بين الرسول وما يروى عنه ، وتعذر تمييز الصحيح منه من السقيم لاهمال تدوينه نحو قرنين من الزمان ، وانتشار وضع الحديث انتصاراً لرأي أو ابطالاً لمذهب فدعا إلى إهمال الحديث جملة والاكتفاء بالقرآن الكريم ، ومن المؤسف حقاً أن يقول بهذا الرأي من يزعم أنّه من المسلمين " . وقال الشيخ سليمان الندوي : " إن الذين أرادوا أو يريدوا أن يفرقوا بين القرآن والسنة ، فيقبلوا القرآن ، ويردوا السنة قد ابتعدوا عن الصراط المستقيم أو يبتعدون . فإنّهم يحاولون أن يفهموا من القرآن حسب ما يدركونه بعقولهم ويجعلوا استنباطهم من القرآن كل ما للإسلام من تعاليم صحيحة ويكتفوا بذلك دون غيره . هيهات فإنّهم مبتدعون ضالون " مقدمة كتاب تدوين حديث : 5 . وقال الشيخ المحدث محمّد أبو شهيد أستاذ الأزهر : " قد ظهرت فئة في القديم والحديث تدعوا إلى هذه الدعوى الخبيثة ( وهي الاكتفاء بالقرآن ) وغرضهم هدم نصف الدين ، أو أنّ شئت قلت : تقويض الدين كُلّه . لأنّه إذا أُهملت الأحاديث فسيؤدي ذلك ولا ريب إلى استعجام معظم القرآن على الأمة ، وعدم معرفة المراد منه . وإذا أُهملت الأحاديث واستعجم القرآن فقل على الإسلام العفا " في رحاب السنة : 13 . فإذن السنة النبوية مفسرة للقرآن الكريم ، والموضحة لأحكامه ، والمفصلة لما أجمل فيه ، وهي الشارحة لقواعده الكلية العامة ، والمخصصة لمطلقه ، والمقيدة لعامه ، والمبينة لناسخه ومنسوخه ، والهادية إلى طريق تطبيقه ، فهي والقرآن الكريم صنوان لا يمكن التفريق بينهما ، وبعضهما مكمل للبعض وكلاهما من عند الله سبحانه وتعالى ، والعمل بالقرآن على غير نهج سنة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يكون عملاً به ، بل هو عمل ناقص وغير صحيح ، ويكون فاعله متمسك بالبعض وتاركاً للبعض الآخر . والمؤلف رام في كلامه ما تقدم في كلمات علماء السنة من أن العمل بالقرآن وحده غير صحيح بل هو ضلال وكفر كما قال ابن حزم وغيره بذلك ; لأن عمله يكون ناقصاً وغير تام ، بل لا يكون مطابقاً للشريعة الإسلامية التي نزل بها القرآن الكريم والتي أمر فيها باتباع الرسول واقتفاء أثره والاهتداء بهديه . وهذا ما أطبق عليه علماء المسلمون المتزنون . ومن الأدلة الصريحة على أنّ القرآن يحتاج إلى مفسر ومبين وأنّه لوحده لا يستطيع الانسان أن يسلك المنهج الصحيح حديث الثقلين المتواتر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي قال فيه : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " راجع مصادره في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني المجلد الرابع : 355 . ومن الغرائب المضحكة التي ينبغي أن تكتب مع عجائب الدنيا أن ابن حزم الأندلسي والقرطبي كما تقدم عنهم يقولون بأن الشيعة تؤمن بالقرآن فقط وتنكر السنة النبوية ، فهي مارقة عن الدين وخارجة عن الصراط المستقيم ! ! بينما الدكتور الرحيلي في كتابه ينعى على المؤلف - وهو شيعي - أنّه يتمسك بالسنة النبوية الشريفة ويطرح القرآن الكريم ؟ ! وهذا لعمرو الحق من العجب العجاب فمن من القائلين نطق صدقاً ومن منهما قال حقاً ؟ ! والحق الذي لا يجادل فيه اثنان أنّ الشيعة تؤمن بالقرآن الكريم والسنة النبوية المروية عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذلك طبقاً لحديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المتواتر والذي قال فيه : " إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " ، فتؤمن بهذا الحديث وتعمل على طبقه وتتمسك بالقرآن وسنة النبي التي نقلها أهل البيت ( عليهم السلام ) . وبذلك يبطل كلام ابن حزم والقرطبي اللذان ادعيا زوراً وبهتاناً أنّ الشيعة تؤمن بالقرآن فقط ، وكلام الدكتور الرحيلي الذي ادعى أن المؤلف يتمسك بالسنة ويترك القرآن الكريم . وتخبط القوم في تهافتهم في النقل عن الشيعة ليس بغريب إذا ما راجع القارئ ورأى بأم عينيه كم لهؤلاء القوم من دعاوى باطلة وافتراءات مفتعلة ضد أهل البيت ( عليهم السلام ) ومذهبهم .

675

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 675
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست