responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 647


ت - حديث " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه حيث دار " .
وهذا الحديث وحده كاف لردّ مزاعم تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على من نصّبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولياً للمؤمنين من بعده ، ولا عبرة بمن أوّل الحديث إلى معنى المحب والنّصير ، لصرفه عن معناه الأصلي الذي قصده الرسول ، وذلك حفاظاً على كرامة الصحابة ، لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندما قام خطيباً في ذلك الحرّ الشديد قال : ألستم تشهدون بأنّي أولى المؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال عندئذ : " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه . . . " [1] .



[1] حديث الغدير ، حديث صحيح متواتر صرح بتواتره الذهبي في تذكرة الحفاظ 2 : 713 ، سير أعلام النبلاء 7 : 571 ، البدخشاني في مفتاح النجا ، السيوطي في كتابيه : الأزهار المتناثرة في الاخبار المتواترة ، والفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة ، الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 : 343 وغيرهم ممّن صرّح بصحته وكثرة طرقه . والحديث بهذا اللفظ ورد في الملل والنحل للشهرستاني 1 : 163 ، الصواعق للهيتمي 1 : 106 وقال : " وقول بعضهم : إن زيادة " اللّهم وال من والاه . . . " موضوعة ، مردود ، فقد ورد ذلك من طرق صحيح الذهبي كثيراً منها ، السيرة الحلبية 3 : 384 ، ملحقات إحقاق الحقّ 6 : 293 عن إسعاف الراغبين والعقد الفريد . لا يقال هذا الكلام خلاف الواقع لأنّ الأمة خذلته ومع هذا كانت منصورة ، ومن نصره في زمانه لم يكن منصوراً " . لأنّا نقول : ليس الملاك هو النصر أو الخذلان الدنيوي ، كيف والله تعالى يخبرنا عن الأمم السابقة بأنّها كانت تقتل الأنبياء ومع هذا قال تعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) ، فيدلّ على أنّ منهم من نُصر في الدنيا كنبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنهم من لم ينصر في الدنيا وسينصر في العقبى . وصدر الحديث أي قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " ألست أولى بكم من أنفسكم " يعيّن ويشخّص المراد من " المولى " . مضافاً إلى أنّ معنى الحديث : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا لمن يوالي علياً بالموالاة ، بأنّ يكون هو الموالي لله سبحانه وتعالى ، فيكون وليّه الله وعدوه من يعاديه ، وأن ينصره الله تعالى ، ويخذل من خذله ، وهذا الأمر قد حصل في الدنيا قبل الآخرة فإن كلّ من نصر علياً هو منصور ومشهود له بالكلمة الطيبة والقول الصالح ، وكلّ من خذله فهو مذموم وفيه نقص من هذه الجهة . على أنّهم يقولون بأنّ عثمان بن عفان لمّا طعن كان يقرأ في المصحف ، وقد وقعت قطرة دم منه على قوله تعالى : ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) مع أنّ الله سبحانه وتعالى لم يكفهم ، وإنّما قتلوه وتركوه ملقىً في المزبلة ثلاثة أيام ، ممنوع من الدفن من قبل الصحابة ، ومنهم المبشر بالجنّة طلحة بن عبيد ، فأين نصر الله له منهم ؟ وأين منعه من الوصول إليه . وقد ذكر صاحب كتاب كشف الجاني : 109 معترضاً على المؤلف بقوله : " وهذا الحديث بهذا اللفظ مكذوب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والذي يصح منه قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من كنت مولاه فهذا مولاه " فقط . وصحح بعض أهل العلم زيادة : " اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه " . أما زيادة : " وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه حيث دار " فكذب محض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يعجز التيجاني وغيره عن أن يأتوا باسناد صحيح لها . . ثمّ إنّ هذا خلاف الواقع ، فإنّ الأُمة عند الشيعة كُلّها خذلته بعد موت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى مقتل عثمان ، ومع هذا كانت منصورة في عهد أبي بكر وعمر وعثمان . ولمّا قتل عثمان صار الناس ثلاثة أحزاب ; حزب معه ، وحزب ضده ، وآخر معتزل ولم يكن الذين نصروه منصورين ، بل الذين حاربوهم هم الذين انتصروا عليهم بعده ، وصار الأمر إليهم ، وفتحوا البلاد ، . . " هذا ما ذكره عثمان . ونبدأ بالرد عليه في النقطة الأولى : وهي تضيعه لجزء من الحديث ، وتكذيبه للجزء الآخر . وقبل الرد عليه نقول : إنّ هذا الكلام أخذه عثمان من الشيخ الناصب ابن تيمية الحراني ، فإنّه قال في منهاج السنة 7 : 319 : " وأما الزيادة وهي قوله : " اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه . . " الخ فلا ريب أنه كذب . . وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح ، لكن هو ممّا رواه العلماء ، وتنازع الناس في صحته ، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنّهم طعنوا فيه وضعفوه . . " فكلام عثمان الخميس ليس بجديد ، ولم يكن من بنات أفكاره وإنّما أخذه من شيخه الحراني . وللرد على كلا الكلامين نقول : أولاً : حديث " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " حديث صحيح ومتواتر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد صرّح بذلك كبار علماء أهل السنة كما سيأتي تصريح الشيخ الألباني بذلك ورده على ابن تيمية في تضعيفه للحديث . وثانياً : حديث : " اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه " حديث صحيح صححه علماء كثر ، نذكر قسماً منهم : فقد صحح الحديث الحاكم في المستدرك 3 : 109 وقال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله " ، وابن كثير في البداية والنهاية 5 : 228 وقال : " قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح " ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 104 : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة " ، وقال الشيخ الداني بن منير آل زهوي : " إسناده صحيح " خصائص أمير المؤمنين : 82 ، وابن حبان في صحيحه 15 : 376 . وقد حقق الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة الحديث بشكل جيد ، وردّ على ابن تيمية في تضعيفه الحديث ، وننقل كلامه لما فيه من فائدة ورد على عثمان الخميس وأمثاله قال الشيخ الألباني في صحيحته : طرق حديث : من كنت مولاه . . . 1750 - ( مَنْ كُنْتُ مولاه ، فعليٌّ مولاه ، اللّهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ) . ورد من حديث زيد بن أرقم ، وسعد بن أبي وقاص ، وبريدة بن الحصيب ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي أيوب الأنصاري ، والبراء بن عازب ، وعبد الله بن عبّاس ، وأنس بن مالك ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة . 1 - حديث زيد ، وله عنه طرق خمس : الأولى : عن أبي الطفيل عنه قال : لما دفع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجّة الوداع ، ونزل غدير ( خُم ) ، أمر بدوحات فقُمِمْنَ ، ثمّ قال : كأني دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يتفرقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ثُمّ قال : " إنّ الله مولاي وأنا ولي كُلّ مؤمن " . ثمّ إنّه أخذ بيد علي ( رضي الله عنه ) فقال : " من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللّهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه " . أخرجه النسائي في " خصائص علي " ( ص 15 ) والحاكم ( 3 / 109 ) وأحمد ( 1 / 118 ) وابن أبي عاصم ( 1365 ) والطبراني ( 4969 - 4970 ) عن سليمان الأعمش قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عنه وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . قلت : سكت عنه الذهبي ، وهو كما قال لولا أن حبيباً كان مدلساً ، وقد عنعنه ، لكنه لم يتفرد به ، فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل قال : " جمع علي ( رضي الله عنه ) الناس في الرحبة ثمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس ، ( وفي رواية : فقام ناس كثير ) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " من كنت مولاه ، فهذا مولاه ، اللّهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه " . قال : فخرجت وكأن في نفسي شيئاً ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إنّي سمعت عليّاً يقول كذا وكذا ، قال : فما تنكر ، قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ذلك له " . أخرجه أحمد ( 4 / 370 ) وابن حبان في " صحيحه " ( 2205 - موارد الظمآن ) وابن أبي عاصم ( 1367 و 1368 ) والطبراني ( 4968 ) والضياء في " المختارة " ( رقم - 527 بتحقيقي ) . قلت : وإسناده صحيح على شرط البخاري . وقال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 104 ) : " رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة " . وتابعه سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد ابن أرقم - شك شعبة - عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) به مختصراً : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه " . أخرجه الترمذي ( 2 / 298 ) وقال : " حديث حسن صحيح " . قلت : وإسناده صحيح على شرط الشيخين . وأخرجه الحاكم ( 3 / 109 - 110 ) من طريق محمّد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنّه سمع زيد بن أرقم به مطولاً نحو رواية حبيب دون قوله : " اللّهم والِ . . " . وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ورده الذهبي بقوله : " قلت : لم يخرجا لمحمّد ، وقد وهاه السعدي " . قلت : وقد خالف الثقتين السابقين فزاد في السند ابن واثلة ، وهو من أوهامه . وتابعه حكيم بن جبير - وهو ضعيف - عن أبي الطفيل به . أخرجه الطبراني ( 4971 ) . الثانية : عن ميمون أبي عبد الله به نحو حديث حبيب . أخرجه أحمد ( 4 / 372 ) والطبراني ( 5092 ) من طريق أبي عبيد عنه . ثمّ أخرجه من طريق شعبة ، والنسائي ( ص 16 ) من طريق عوف كلاهما عن ميمون به دون قوله : " اللّهم وال " . إلاّ أنّ شعبة زاد : " قال ميمون : فحدثني بعض القوم عن زيد أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اللّهم . . " . وقال الهيثمي : " رواه أحمد والبزار ، وفيه ميمون أبو عبد الله البصري ; وثقه ابن حبان ، وضعفه جماعة " . قلت : وصحح له الحاكم ( 3 / 125 ) . الثالثة : عن أبي سليمان ] المؤذن [ عنه قال : " استشهد علي الناس ، فقال : أنشد الله رجلاً سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " اللّهم من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللّهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه " . قال : فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا " . أخرجه أحمد ( 5 / 370 ) وأبو القاسم هبة الله البغدادي في الثاني من " الأمالي " ( ق 20 / 2 ) عن أبي إسرائيل الملائي عن الحكم عنه . وقال أبو القاسم : " هذا حديث حسن ، صحيح المتن " . وقال الهيثمي ( 9 / 107 ) : " رواه أحمد وفيه أبو سليمان ، ولم أعرفه إلاّ أنّ يكون بشير بن سليمان ، فإنّ كان هو فهو ثقة ، وبقية رجاله ثقات " . وعلق عليه الحافظ ابن حجر بقوله : " أبو سليمان هو زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني " . قلت : هو ثقة من رجال البخاري ، لكن وقع عند أبي القاسم تلك الزيادة " المؤذن " ، ولم يذكروها في ترجمة زيد هذا ، فإن كانت محفوظة ، فهي فائدة تلحق بترجمته . لكن أبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه ، وفي " التقريب " : " صدوق سئ الحفظ " . قلت : فحديثه حسن في الشواهد . ثُمّ استدركت فقلت : قد أخرجه الطبراني أيضاً ( 4966 ) من الوجه المذكور لكن وقع عنده : " عن أبي سلمان المؤذن " بدون المثناة بين اللام والميم ، وهو الصواب فقد ترجمه المزي في " التهذيب " فقال : " أبو سلمان المؤذن : مؤذن الحجاج ، اسمه يزيد بن عبد الله ، يروي عن زيد بن أرقم ، ويروي عنه الحكم بن عتيبة وعثمان بن المغيرة الثقفي ومسعر بن كدام ، ومن عوالي حديثه ما أخبرنا . . " . ثمّ ساق الحديث من الطريق المذكورة . وقال : " ذكرناه للتمييز بينهما " . يعني : أنّ أبا سلمان المؤذن هذا هو غير أبي سليمان المؤذن ، قيل : اسمه همّام . . . الذي ترجمه قبل هذا ، وهذه فائدة هامّة لم يذكرها الذهبي في كتابه " الكاشف " . قلت : فهو إذن أبو سلمان وليس ( أبو سليمان ) ، وبالتالي فليس هو زيد بن وهب كما ظن الحافظ ، وإنّما يزيد بن عبد الله كما جزم المزي ، وإنّ ممّا يؤيد هذا أنّ الطبراني أورد الحديث في ترجمة ( أبو سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم ) : وساق تحتها ثلاثة أحاديث هذا أحدها . نعم وقع عنده ( 4985 ) من رواية إسماعيل بن عمرو البجلي : ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم . . . وهذه الرواية هي التي أشار إليها الحافظ واعتمد عليها في الجزم بأنّه أبو سليمان زيد ابن وهب ، وخفي عليه أن فيها إسماعيل بن عمرو البجلي ، وهو ضعيف ، ضعّفه أبو حاتم والدارقطني كما ذكر ذلك الحافظ نفسه في " اللسان " . الرابعة : عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال : " خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى انتهينا إلى غدير ( خم ) . . . " . الحديث نحو الطريق الأولى ، وفيه : " يا أيّها الناس إنّه لم يبعث نبي قط إلاّ عاش نصف ما عاش الذي قبله ، وإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده : كتاب الله . . " . الحديث وفيه حديث الترجمة قوله : " اللّهم وال . . " . أخرجه الطبراني ( 4986 ) ورجاله ثقات . الخامسة : عن عطية العوفي قال : سألت زيد بن أرقم . . . فذكره بنحوه دون الزيادة إلاّ أنّه قال : " قال : فقلت له : هل قال : اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاده ؟ قال : إنّما أخبرك كما سمعت " . أخرجه أحمد ( 4 / 368 ) والطبراني ( 5068 - 5071 ) . ورجاله ثقات رجال مسلم غير عطية ، وهو ضعيف . وله عند الطبراني ( 4983 و 5058 و 5059 ) طرق أخرى لا تخلو من ضعف . 2 - سعد بن أبي وقاص ، وله عنه ثلاث طرق : الأولى : عن عبد الرحمن بن سابط عنه مرفوعاً بالشطر الأول فقط . أخرجه ابن ماجة ( 121 ) . قلت : وإسناده صحيح . الثانية : عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه به . أخرجه النسائي في " الخصائص " ( 16 ) وإسناده صحيح أيضاً ، رجاله ثقات رجال البخاري غير أيمن والد عبد الواحد ، وهو ثقة كما في " التقريب " . الثالثة : عن خيثمة بن عبد الرحمن عنه به وفيه الزيادة . أخرجه الحاكم ( 3 / 116 ) من طريق مسلم الملائي عنه . قال الذهبي في " تلخيصه " : " سكت الحاكم عن تصحيحه ، ومسلم متروك " . 3 - حديث بريدة ، وله عنه ثلاث طرق : الأولى : عن ابن عباس عنه قال : خرجت مع علي ( رضي الله عنه ) إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فذكرت عليّاً ، فتنقصته ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتغير وجهه ، فقال : " يا بريدة ، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قلت : بلى يا رسول الله ، قال : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه " . أخرجه النسائي والحاكم ( 3 / 110 ) وأحمد ( 5 / 347 ) من طريق عبد الملك بن أبي غَنِيَّة قال : أخبرنا الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس . قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، وتصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده قصور . وابن أبي غَنِيَّة بفتح الغين المعجمة وكسر النون وتشديد التحتانية ووقع في المصدرين المذكورين ( عيينة ) وهو تصحيف ، وهذا اسم جده ، واسم أبيه حميد . الثانية : عن ابن بريدة عن أبيه " أنّه مر على مجلس وهم يتناولون من علي ، فوقف عليهم ، فقال : إنه قد كان في نفسي على عليّ شئ ، وكان خالد بن الوليد كذلك ، فبعثني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سرية عليها علي ، وأصبنا سبياً ، قال : فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه ، فقال خالد بن الوليد : دونك ، قال : فلمّا قدمنا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جعلت أحدثه بما كان ، ثمّ قلت : إنّ عليّاً أخذ جارية من الخمس ، قال : وكنت رجلاً مكباباً ، قال : فرفعت رأسي ، فإذا وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد تغير ، فقال . . " فذكر الشطر الأوّل . أخرجه النسائي وأحمد ( 5 / 350 و 358 و 361 ) والسياق له من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عنه . قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أو مسلم ، فإنّ ابن بريدة إن كان عبد الله ، فهو من رجالهما ، وإن كان سليمان فهو من رجال مسلم وحده : وأخرج ابن حبان ( 2204 ) من هذا الوجه المرفوع منه فقط . الثالثة : عن طاووس عن بريدة به دون قوله : " اللّهم . . . " . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( رقم - 171 - الروض ) و " الأوسط " ( 341 ) من طريقين عن عبد الرزاق بإسنادين له عن طاووس . ورجاله ثقات . 4 - علي بن طالب ، وله عنه تسعُ طرق : الأولى : عن عمرو بن سعيد أنه سمع عليّاً ( رضي الله عنه ) وهو ينشد في الرحبة : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( فذكر الشطر الأوّل ) فقام ستة نفر فشهدوا . أخرجه النسائي من طريق هانئ بن أيوب عن طاووس ( الأصل : طلحة ) عن عمرو بن سعيد ( الأصل : سعد ) . قلت : وهاني قال ابن سعد : فيه ضعف . وذكره ابن حبان في " الثقات " ، فهو ممّن يستشهد به في الشواهد والمتابعات . الثانية : عن زاذان بن عمر قال : " سمعت عليّاً في الرحبة . . . " الحديث مثله . وفيه أنّ الذين قاموا فشهدوا ثلاثة عشر رجلاً . أخرجه أحمد ( 1 / 84 ) وابن أبي عاصم ( 1372 ) من طريق أبي عبد الرحيم الكندي عنه . قلت : والكندي هذا لم أعرفه ، وبيض له في " التعجيل " ، وقال الهيثمي : " رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم " . والثالثة والرابعة : عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يُثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خم إلاّ قام ، فقام من قبل سعيد ستة ، ومن قبل زيد ستة ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي ( رضي الله عنه ) يوم غدير خم : " أليس الله أولى بالمؤمنين ؟ " . قالوا : بلى ، قال : " اللّهم من كنت مولاه . . . " الحديث بتمامه . أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " ( 1 / 118 ) وعنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 456 بتحقيقي ) من طريق شريك عن أبي إسحاق عنهما . ومن هذا الوجه أخرجه النسائي ( 16 ) ، لكنه لم يذكر سعيد بن وهب في السند ، وزاد في آخره : " قال شريك : فقلت لأبي إسحاق : هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : نعم " . قال النسائي : عمران بن أبان الواسطي ليس بالقوي في الحديث . يعني راويه عن شريك . قلت : لكنه عند ابن أبي عاصم ( 1375 ) من طريق آخر عن شريك . قلت : وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو سئ الحفظ . وحديثه جيد في الشواهد ، وقد تابعه شعبة عند النسائي ( ص 16 ) وأحمد ببعضه ( 5 / 366 ) وعنه الضياء في " المختارة " ( رقم 455 - بتحقيقي ) . وتابعه غيره كما سيأتي بعد الحديث ( 10 ) . الخامسة : عن شريك أيضاً عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مُر بمثل حديث أبي إسحاق يعني عن سعيد وزيد وزاد فيه : " وانصر من نصره ، واخذل من خذله " . أخرجه عبد الله أيضاً ، وقد عرفت حال شريك . وعمرو ذي مر ، لم يذكر فيه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 232 ) شيئاً . السادسة : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : " شهدتُ عليّاً ( رضي الله عنه ) في الرحبة ينشد الناس . . " فذكره مثله دون زيادة " وانصر . . . " . أخرجه عبد الله بن أحمد ( 1 / 119 ) من طريق يزيد بن أبي زياد وسماك بن عبيد بن الوليد العبسي عنه . قلت : وهو صحيح بمجموع الطريقين عنه ، وفيهما أنّ الذين قاموا اثنا عشر . زاد في الأولى : بدرياً . السابعة والثامنة : عن أبي مريم ورجل من جلساء علي عن علي أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال يوم غدير خم . . . فذكره بدون الزيادة ، وزاد : " قال : فزاد الناس بعد : والِ من والاه ، وعادِ من عاداه " . أخرجه عبد الله ( 1 / 152 ) عن نعيم بن حكيم : حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي . وهذا سند لا بأس به في المتابعات ، أبو مريم مجهول . كما في " التقريب " . التاسعة : عن طلحة بن مصرف قال : سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول : سمعت علياً ( رضي الله عنه ) ناشد الناس . . . الحديث مثل رواية ابن أبي ليلى . أخرجه ابن أبي عاصم ( 1373 ) بسند ضعيف عنه ، وهو المهاجر بن عميرة . كذا ذكره في " الجرح والتعديل " ( 4 / 1 / 261 ) من رواية عدي بن ثابت الأنصاري عنه . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذا هو في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 256 ) . 5 - أبو أيوب الأنصاري . يرويه رياح بن الحارث قال : " جاء رهط إلى علي بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، قال : كيف أكون مولاكم ، وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خم يقول : ( فذكره دون الزيادة ) قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت : من هؤلاء ؟ قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري " . أخرجه أحمد ( 5 / 419 ) والطبراني ( 4052 و 4053 ) من طريق حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رياح بن الحارث . قلت : وهذا إسناد جيد رجاله ثقات . وقال الهيثمي : " رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد ثقات " . 6 - البراء بن عازب . يرويه عدي بن ثابت عنه قال : " كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت شجرتين فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي ( رضي الله عنه ) ، فقال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ . . . " الحديث مثل رواية فطر بن خليفة عن زيد . وزاد : " قال فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة " . أخرجه أحمد وابنه في زوائده ( 4 / 281 ) وابن ماجة ( 116 ) مختصراً من طريق علي بن زيد عن عدي بن ثابت . ورجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن زيد وهو ابن جدعان ، وهو ضعيف . وله طريق ثانية عن البراء تقدم ذكرها في الطريق الثانية والثالثة عن علي . 7 - ابن عباس . يرويه عنه عمرو بن ميمون مرفوعاً دون الزيادة . أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) وعنه الحاكم ( 3 / 132 - 134 ) وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي . وهو كما قالا . 8 و 9 و 10 - أنس بن مالك وأبو سعيد وأبو هريرة . يرويه عنهم عميرة بن سعد قال : " شهدت علياً ( رضي الله عنه ) على المنبر يناشد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير ( خُم ) يقول ما قال فليشهد . فقام اثنا عشر رجلاً ، منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " فذكره . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 33 - هندية رقم 116 - الروض ) وفي " الأوسط " ( رقم 2442 ) عن إسماعيل بن عمرو : ثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عَميرة بن سعد به وقال : " لم يروه عن مسعر إلاّ إسماعيل " . قلت : وهو ضعيف ، ولذلك قال الهيثمي ( 9 / 108 ) بعد ما عزاه للمعجمين : " وفي إسناده لين " . قلت : لكن يقويه أنّ له طرقاً أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد وغيرهما من الصحابة . أما حديث أبي هريرة ، فيرويه عكرمة بن إبراهيم الأزدي : حدثني إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1105 ) وقال : " لم يروه عن إدريس إلا عكرمة " . قلت : وهو ضعيف . وأما حديث أبي سعيد ، فيرويه حفص بن راشد : نا فضيل بن مرزوق عن عطية عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 8599 ) وقال : " لم يروه عن فضيل إلاّ حفص بن راشد " . قلت : ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 172 - 173 ) فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وأما غيرهما من الصحابة ، فروى الطبراني في " الأوسط " ( 2302 و 7025 ) من طريقين عن عميرة بن سعد قال : سمعت عليّاً ينشد الناس : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( فذكره ) ، فقام ثلاث عشر فشهدوا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : فذكره . وعمَيرة موثَّق . ثمّ روى الطبراني فيه ( 5301 ) عن عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مُر قال : سمعت عليّاً . . الحديث ، إلاّ أنّه قال : " . . . اثنا عشر " . وقال : " لم يروه عن الأجلح إلاّ ابنه عبد الله " . قلت : وهو ثقة ، وقد رواه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر وزيد بن أرقم قالا : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير ( خُم ) فقال : فذكره ، وزاد : " . . . . وانصر من نصره ، وأعن من أعانه " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 5059 ) . وحبيب هذا ضعيف كما قال الهيثمي ( 9 / 108 ) . وأخرج عبد الله بن أحمد في " زوائده على المسند " ( 1 / 118 ) عن سعيد بن وهب زيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير ( خم ) إلاّ قام ، فقام من قبل سعيد ستة ، ومن قبل زيد ستة ، فشهدوا . . . الحديث . وقد مضى في الحديث الرابع - الطريقة الثانية والثالثة . وإسناده حسن ، وأخرجه البزار بنحوه وأتم منه . وللحديث طرق أخرى كثيرة ، جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 103 - 108 ) ، وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً ، وإلاّ فهي كثيرة جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، قال الحافظ ابن حجر : منها صحاح ومنها حسان . وجملة القول إنّ حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه ، بل الأوّل منه متواتر عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما يظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه ، وما ذكرت منها كفاية . وأما قوله في الخامسة من حديث علي ( رضي الله عنه ) : " وانصر من نصره ، وأخذل من خذله " . ففي ثبوته عندي وقفة ، لعدم ورود ما يجبر ضعفه ، وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث : " اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " . إذا عرفت هذا ، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعف الشطر الأول من الحديث ، وأما الشطر الآخر فزعم أنه كذب ! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقريري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها . والله المستعان . وأما الزيادة التي تحدى عثمان الخميس الشيعة بها وهي قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " وانصر من نصره وأخذل من خذله " فلها أسانيد صحيحة لا غبار عليها ، غفل عنها المدّعي ولم يراجعها ، وها نذكر هنا أحد طرقها ، ففي وقعة صفين للحافظ الثقة إبراهيم بن ديزل : 165 - 166 قال : " حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : حدّثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا الحسن بن الحكم النخعي ، عن رباح بن الحارث النخعي ، قال : كنت جالساً عند علي ( عليه السلام ) إذ قدم عليه قوم متلثمون ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ! فقال لهم : أولستم قوماً عرباً ؟ قالوا : بلى ، ولكنّا سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " . قلت : فلقد رأيت علياً ( عليه السلام ) ضحك حتّى بدت نواجذه ثمّ قال : اشهدوا ، ثمّ إنّ القوم مضوا إلى رحالهم ، فتبعتهم ، فقلت لرجل منهم : من القوم ؟ قال : نحن رهط من الأنصار ، وذاك - يعنون رجلاً منهم - أبو أيوب ، صاحب منزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال : فأتيته فصافحته " . وهذه الرواية معتبرة سنداً ; فإبراهيم بن ديزل قال عنه الذهبي : " الإمام الحافظ الثقة العابد . . " سير أعلام النبلاء 13 : 284 . وقال - أيضاً - : " قال صالح بن أحمد الحافظ : سمعت أبي ، سمعت علي بن عيسى يقول : إنّ الاسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه إن لا يؤكل الخبز لوجب أن لا يؤكل لصحة اسناده " المصدر السابق . ويحيى بن سليمان الجعفي قال عنه الذهبي : " صويلح " الكاشف 3 : 244 ، ووثقه الشيخ الألباني لأنه من رجال البخاري ، إرواء الغليل 4 : 194 . ومحمّد بن فضيل الحافظ ، وثقه الذهبي في الكاشف 3 : 71 ، وقال عنه الشيخ الألباني : " هو ثقة من رجال الشيخين " سلسلة الأحاديث الصحيحة 2 : 89 . والحسن بن الحاكم النخعي قال عنه أبو حاتم : " صالح الحديث " الكاشف للذهبي 1 : 175 ، ووثقه الهيثمي في مجمع الزوائد 5 : 246 . ورياح بن الحارث النخعي وثقه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 804 . والشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 : 340 . فالحديث صحيح لا غبار عليه ، وثابت بزيادة قوله : " وانصر من نصره وأخذل من خذله " . وأما قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " وأدر الحقّ معه حيث دار " ، فقد ورد بطرق متعددة وصحيحة ، وبألفاظ مختلفة ، فقد أخرجه الترمذي في سننه 5 : 297 ، وأبو يعلى في مسنده 1 : 419 ، والحاكم في المستدرك 3 : 124 وصححه ، وأبو منصور بن عساكر الشافعي في الأربعين : 86 وصححه ، والسيوطي في الجامع الصغير كما في فيض القدير للمناوي 4 : 25 ، وأرسله الفخر الرازي ارسال المسلمات ، فقال في تفسيره : " ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اللّهم أدر الحقّ مع علي حيث دار " تفسير الفخر الرازي 1 : 210 . وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 : 322 بسنده إلى أبي ثابت مولى أبي ذر ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 42 : 449 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 235 وقال : " رواه البزار ، وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح " . ونقول لعثمان : إنّ البحث العلمي يربأ عن أسلوبه الذي استخدمه من التحدي عن الاتيان للحديث بسند صحيح ; لأن ذلك أقرب للمهاترات من المباحثات العلمية ، وليته أطلع على أسلوب العلماء والمتعلمين في المحاورات والمناقشات ليعرف كيفية المحاورة والمبادلة ، مع أنّ جلّ ما ذكره أخذه من غيره ، ومع ذلك شمخ بأنفه شموخ البعير ، فكيف إذا كان ما ذكره من عنده ، فعلى الإسلام والمسلمين السلام . وأما دلالة الحديث : فقد قال أهل السنّة أنّ المراد من المولاة هنا النصرة وليست من الخلافة والإمامة في شئ ، بينما تذهب الشيعة إلى أن المراد من الولاية هي الأولوية في التصرف في شؤون الأمة الثابتة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنص الآية ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ولهم في ذلك شواهد وقرائن من الأخبار الصحيحة الناقلة للخبر نقتصر منها على خصوص ما ذكرناه من الروايات : 1 - إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قرن بين حديث الثقلين وحديث الغدير وواضح أنّ حديث الثقلين يدلّ على وجوب التمسك بالعترة ، فما اقترانه بحديث الموالاة إلاّ إشارة جليلة إلى أنّ أوّل من يُتمسك به من العترة هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في حديث الثقلين . 2 - تأكيد النبي أولويته من أنفس المؤمنين ثمّ إثباته الولاية لعلي فقال في بعضها " أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم " وفي ذلك دلالة واضحة في أن النبي يريد نقل هذه الولاية الثابتة إلى علي ( عليه السلام ) . 3 - عرفنا أن الصحابي أبا الطفيل " عامر بن واثلة " عندما سمع شهادة الصحابة لعلي بالولاية صار في نفسه شئ وسأل زيد بن أرقم عمّا سمع فأخبره زيد بصحة ذلك ، ولا وجه لهذا الاستنكار لولا فهم أبي الطفيل أن المراد من الولاية هي الأولوية في التصرف ; لأنه معلوم عند الكل أن علياً ناصر المؤمنين ، فالمؤمنون بعضهم أولياء بعض ، فتشكيك أبي الطفيل فيه دلالة واضحة على أن المفهوم من هذه الواقعة هو تولّي علي ( عليه السلام ) الإمامة والخلافة الإسلامية . 4 - عرفنا في آخر خبرين ذكرناهما أن قوماً من الأنصار سلّموا على علي ( عليه السلام ) بقولهم " السلام عليك يا مولانا " . فأجاب الإمام علي بشكل يلفت الناس ويذكرّهم بأنه الولي والخليفة بنص الرسول فقال : " كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب " ، أو " أولستم قوماً عرباً " والمعنى أنتم قوم عرب أحرار ولستم عبيداً ، فكيف أكون ولياً عليكم وسيداً لكم وأولى بالتصرف من أنفسكم . فقالوا : سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم وذكروا الحديث . فلما سمع علي ( عليه السلام ) ذلك منهم ضحك حتّى بدت نواجذه وقال : اشهدوا . ومن الواضح أنه لا معنى لأن يشهدهم على أنه ناصر المؤمنين بعد طيلة هذه السنين من جهاده ( عليه السلام ) ومعرفته كلّ الناس أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ولم يشك أحد في أن علياً ناصر المؤمنين ; لذا فمن سلامهم عليه بالولاية وجوابه لهم بتلك الطريقة من التساؤل ، ثمّ إشهادهم على ذلك يتضح أن المراد من الولاية والمفهوم منها عند الصحابة هي الأولوية في التصرف من النفس وهي تعني الإمامة الإسلامية العامّة .

647

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 647
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست